الخميس، 20 فبراير 2014

دراسة استراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية

إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس
التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية
د. عبد الرحمن بن عبد الله المالكي
                                                                                                       كلية المعلمين – مكة المكرمة
ملخص البحث:
يهدف البحث الحالي إلى معرفة إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية، وقد استخدم البحث المنهج الوصفي ؛ حيث تم اختيار عينة عشوائية من مديري مدارس المرحلة الابتدائية، ومعلمي التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية بالمدارس التابعة لإدارة التعليم بالعاصمة المقدسة بلغت 185(28 مديراً، 157 معلماً)، وتم إعداد استبانة لجمع معلومات البحث، والوصول إلى أهدافه ؛ وتم التحقق من صدقها وثباتها . واستخدم الباحث عدداً من الأساليب الإحصائية سواء لقياس صدق الأداة وثباتها أو لتحليل المعلومات والوصول إلى نتائج الدراسة، ومن أهم هذه الأساليب : معامل ارتباط بيرسون، ومعامل ألفا كرونباخ، واختبار (ت)، وتحليل التباين الأحادي، وقد أسفرت نتائج التحليل الإحصائي عن النتائج الآتية :
(1) أظهرت نتائج الدراسة قيمـاً عالية في المتوسط الحسـابي تجاه جميع مـجالات الدراسـة (الأهداف، المحتوى، طرق التدريس وأساليبه ووسائله، التقويم) مما يدل على أهمية الإستراتيجية في توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية.
(2) أظهرت نتائج الدراسة أن قيم المتوسطات الحسابية لعينة الدراسة تجاه مرحلة تنفيذ التدريس أعلى من قيم المتوسطات الحسابية بالنسبة لمرحلة التخطيط للتدريس .
(3) أظهرت نتائج الدراسة أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات العينة نحو جميع متغيرات الدراسة.
   وكان من أهم ما أوصى به الباحث ما يلي:
(1)  ضرورة تبني إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية من قبل معلمي التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية كما توصلت لها الدراسة .
(2) ضرورة الاهتمام بتوظيف النشاط المدرسي من قبل مشرفي التربية الإسلامية من خلال تزويد المعلمين بإستراتيجية واضحة شاملة لجميع عناصر المنهج .
(3) ضرورة التأكيد على المعلمين بالاهتمام بمرحلة التخطيط للتدريس ؛ وضرورة الربط بينها وبين مرحلة تنفيذ التدريس .
(4) أن تكون إستراتيجية النشاط المدرسي في التربية الإسلامية وخططه وبرامجه مراعية للوقت والجهد والمال ؛ بعيدة عن المبالغة في الشكل والمظهر، وأن يكون المحور الرئيس لإستراتيجية توظيف النشاط المدرسي هو المتعلم.
المقدمة :
تحتل مواد التربية الإسلامية مكانة كبيرة في جميع مراحل التعليم بصفة عامة، وفي المرحلة الابتدائية على وجه الخصوص . وانطلاقاً مما تحتله مواد التربية الإسلامية من مكانة كبيرة ؛ فإن الاهتمام بتدريسها، والعمل على بلوغ أهدافها أمر في غاية الضرورة، ويعتبر من أهم وأجدى ما ينبغي للتعليم أن يؤكد عليه. ذلك أن الهدف الأسمى للتربية الإسلامية وغيرها من المواد لا يتوقف فقط على مجرد ما يلم به المتعلم من معلومات، ولا على ما يمتلكه من مهارات، ولا على ما يكتسبه من اتجاهات فقط ؛ ولكن لا بد إلى جانب ذلك أن تساعد هذه التربية على ربط المتعلم بخالقه وتحقيق العبـودية الخالصة لله تبارك وتعـالى ؛ ذلك أن الهدف الأسمى للتربية الإسلامية في معناها الواسع كما يشـير (النحلاوي، 1990م، ص 108) هو (تحقيق العبودية لله في حياة الإنسان الفردية والاجتماعية)، كما يقول الحق تبارك وتعالى )وَمَا خَلَقْتُ الَجنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ( (الذاريات، 56). ومواد التربية الإسلامية من أهم ما يساعد على بلوغ هذه الغاية العظيمة .
ولأن التربية الإسلامية في أسمى معانيها، وأبلغ غاياتها، وأعمق وسائلها وأساليبها؛ تربية ممتدة واسعة الأرجاء، تتعدى فواصل الزمان والمكان والمجال، وتترقى بالمتعلم إلى معالي الأمور، وتساعده على الرقي بمستواه الفكري والعاطفي والاجتماعي، والنهوض به، والوصول به إلى أعمق ما يهدف التعليم الوصول إليه؛ فإن من المهم أن يصل تدريس مواد التربية الإسلامية في التعليم العام، والمرحلة الابتدائية على وجه الخصوص إلى أرقى المستويات، ويستخدم أدق الوسائل والآليات .
 ونتيجة لأن النشاط المدرسي أحد الميادين المهمة التي تساعد على تفعيل مواقف التعليم والتعلم، فقد أخذت التربية الإسلامية على عاتقها – إضافة إلى اهتمامها بمختلف عمليات التعليم والتعلم - الاهتمام بالنشاط في مواقفها التعليمية والتعلمية . فالقرآن الكريم كله دعوة وتوجيه للمتعلم إلى ممارسة النشاط، وتفعيل الجانب الوظيفي العملي في التعلم . ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما جاء في القرآن الكريم من آيات تتبع العلم بالعمل والتطبيق كما قال تعالى: )وَالْعَصرِ إنَّ الإِنَسـٰنَ لَفِي خُسْرِ إِلا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّــٰلِحَـٰتِ وَتوَاصَوْا بالحَقِ وَتَواصَوا بِالصَّبْرِ( (سورة العصر) . ومن الآيات أيضاً توجيه الحق تبارك وتعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام إلى ممارسة الخبرة المباشرة، والتفاعل مع الموقف التعليمي - عندما أراد أن يتعلم - كما يقول الحق تبارك وتعالى: )وَإِذ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِ أَرِني كَيْفَ تُحْيِ المَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ ولـٰـكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلبِي قَالَ فَخُذ أَربَعَةً مِنَ الطَّيرِ فَصُرْهُنَّ إِليكَ ثُمَّ اَجعَل عَلَىٰ كُلَِّ جَبَلٍ مِنهُنَّ جُزءًا ثُمَّ اَدعُهُنَّ يَأتِينَكَ سَعْيًا وَاَعلَم أَنَّ اللَّهَ عَزيِزٌ حَكِيمٌ( (البقرة، آية 260) . كما يتضح ذلك أيضاً من خلال دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته إلى الممارسة العملية وتوظيف خبراتهم وقدراتهم الخاصة في سبيل التعلم، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي) (البخاري، د. ت، ج1/ص162). وكما روي عن جابر أنه قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر، ويقول: "لتأخذوا مناسككم. فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه"). (مسلم، 1403هـ، ج2/ص 943). وما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فضرب بيديه فقال: (الشهر هكذا وهكذا وهكذا ثم عقد إبهامه في الثالثة، فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن أغمي عليكم فاقدروا له ثلاثين) (مسلم، 1403هـ، ج2/ص 759).
ولكي يتم تدريس التربية الإسلامية بصورة فاعلة ومؤثرة ؛ فإنه لا بد من تفعيل مواقف التعليم والتعلم، وهو الأمر الذي يؤكد على ضرورة ممارسة النشاط المدرسي من خلال المواقف التعليمية سواء داخل الفصل أو خارجه . وحتى يتم ذلك فإن معلم التربية الإسلامية في جميع مراحل التعليم العام، وفي المرحلة الابتدائية على وجه الخصوص بحاجة إلى التدريب على إستراتيجية عملية تساعده على توظيف النشاط المدرسي في مادته بشكل حيوي وفاعل، وهذا ما تحاول الدراسة الحالية الوصول إليه بإذن الله تعالى، من خلال معرفة آراء معلمي التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية، ومديري المدارس حول الإستراتيجية المناسبة لتوظيف النشاط المدرسي في مواد التربية الإسلامية .
مشكلة الدراسة :
تهتم التربية الإسلامية بالمتعلم من جميع الجوانب المكونة لشخصيته : جسميًّا، وروحيًّا، وعقليًّا، واجتماعيًّا، ونفسيًّا؛ وهو الأمر الذي يفيد بأن التربية الإسلامية ليست تلك المواقف التقليدية المتكررة التي يسودها الجمود والرتابة وتقتصر على وظيفة واحدة فقط، وهي حشو المعلومات في ذهن المتعلم؛ ليحفظها ثم ينساها مع الوقت، ولكنها التربية التي تساعد المتعلم على النمو السليم (جسميًّا، وعقليًّا، واجتماعيًّا، ودينيًّا)؛ الذي يتصف بالشمول والتكامل . ومن هذا المنطلق فإن تدريس التربية الإسلامية لا يهدف إلى نقل المعلومات من الكتاب المدرسي إلى عقل المتعلم بقدر ما يهدف إلى توفير الآليات الجيدة التي تساعد المتعلم على توظيف ما تعلمه من معلومات، ومساعدة المتعلم أيضاً على تطبيق ما تشتمل عليه التربية الإسلامية من مبادئ، وحقائق، ومفاهيم، وتعميمات عظيمة . ولهذا فإن التربية الإسلامية عند السلف لم تقتصر على آلية الحفظ كأداة ناضجة وناجحة في إعداد الإنسان المسلم فقط، ولكنها اعتمدت التطبيق كأداة راقية لهذه التربية العظيمة التي تخرج فيها الكثير من الجهابذة والعظماء على مر التاريخ . يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه - كما يشير (ابن كثير، 1403هـ، ج1/ ص 3): (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن)، وروي عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قال: (حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل فتعلمنا القرآن والعمل جميعا). وقال بعض السلف: (كنا نستعين على حفظ العلم بالعمل به) (ابن قيم الجوزية، د. ت، ج1/ ص 172)، وقال الإمام الغزالي رحمه الله في رسالته إلى تلميذه: (ولو قرأت العلم مائة سنة، وجمعت ألف كتاب، لا تكون مستعداً لرحمة الله تعالى إلا بالعمل) (الغزالي، 1414 هـ، ص 14) .
وإذا كانت التربية الإسلامية بهذه المثابة؛ فإن النشاط المدرسي يمثل أحد القنوات المهمة لمساعدة معلم التربية الإسلامية على بلوغ أهدافها. ذلك أن النشاط المدرسي يمثل جزءًا لا يتجزأ من التربية الإسلامية. وإذا كان النشاط المدرسي يعد من اهتمامات التربية المعاصرة اليوم ؛ فإن القصد منه ليس ذلك النشاط الذي يمارس على تلك الطريقة التقليدية الرتيبة والمملة ؛ التي تجعل من النشاط برنامجاً منفصلاً عن المادة الدراسية، ولكن القصد من ذلك: النشاط المدرسي الذي يمثل أحد عناصر المنهج الرئيسة، ويعتبر جزءاً لا يتجزأ من المادة الدراسية، ولهذا فقد دأبت وزارة التربية والتعليم على جعل أحد أهم أهداف النشاط المدرسي في جميع مراحل التعليم (خدمة المادة العلمية والعمل على تسهيل فهمها واستيعابها من خلال الممارسة الفعلية لها) (وزارة التربية والتعليم، 1425 هـ، دليل الأنشطة الطلابية للمرحلة الابتدائية، ص 6) . وهو ما يشير بكل وضوح إلى أن النشاط المدرسي في جميع مراحل التعليم العام، والمرحلة الابتدائية على وجه الخصوص لكي ينفذ ويمارس بشكل تربوي فاعل لا بد أن يمارس في ضوء ما يتعلمه المتعلم في المادة الدراسية، وأن المادة الدراسية ؛ إذا أريد لها تفعيل مواقفها، وبلوغ أهدافها البعيدة والقريبة لا بد لها من النشاط، وأن ممارسة النشاط المدرسي بعيداً عن المادة الدراسية مهما كانت الممارسة براقة وجذابة يعد ضرباً من الهدر وتشتيت الوقت والجهد والمال .
وانطلاقاً مما تبذله وزارة التربية والتعليم من اهتمام كبير بالنشاط المدرسي بكافة أنواعه ومجالاته ومستوياته ؛ فإن هذه العناية الكبيرة ينبغي أن تنال حظها من قبل معلمي التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية، خاصة لما للنشاط المدرسي من علاقة وثيقة بالمادة الدراسية، في مواد التربية الإسلامية على وجه الخصوص، وفي المواد الدراسية عموماً، وهذا ما لمسه الباحث من خلال خبرته معلماً لمواد التربية الإسلامية ومشرفاً للنشاط المدرسي في مدرسته في ذات الوقت؛ ثم مشرفاً أكاديميًّا لطلاب التربية الميدانية في كلية المعلمين، ومن خلال اجتماع الباحث بعدد كبير من الدارسين في التربية الإسلامية بكلية المعلمين في مكة المكرمة، وعدد من الدارسين أيضاً لمقرر النشاط المدرسي الذي يدرسه الباحث لجميع طلاب كلية المعلمين في مكة المكرمة، أفادوا جميعاً بأهمية توظيف النشاط المدرسي في التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية، وضرورة استخدامه بشكل فاعل من قبل المعلمين . وهذا ما شجع الباحث للقيام بهذه الدراسة ليتم من خلالها الوصول إلى إستراتيجية فاعلة تمكن معلم التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية من توظيف النشاط المدرسي بشكل جيد.
وقد حدد الباحث مشكلة الدراسة الحالية في السؤال الرئيس التالي:
ما إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية في مدينة مكة المكرمة؟.
أهمية الدراسة :
تمثل هذه الدراسة أهمية كبيرة لدى معلم التربية الإسلامية ؛ ذلك لأنها تساعد على تزويده بإستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية، من خلال بيان موقع النشاط في كل عنصر من عناصر التدريس لدى المعلم سواء من خلال مرحلة التخطيط للتدريس أو من خلال مرحلة التنفيذ . وتمثل هاتان المرحلتان مرحلتين مهمتين في عمل المعلم ؛ ولا يمكن تنفيذ النشاط المدرسي بصورة فاعلة في تدريس التربية الإسلامية دون بيان الإستراتيجية التي يتخذها المعلم في كل مرحلة منهما. كما يمكن أن تكون هذه الدراسة مفيدة لدى القائمين على النشاط المدرسي في مدارسنا، من خلال تفعيل النشاط المدرسي عن طريق المادة الدراسية .
ويرى الباحث أن تبني مثل هذه الإستراتيجية - بإذن الله - يساعد على رفع الحرج الذي تواجهه بعض المدارس عند تنفيذ النشاطات المدرسية، التي قد لا تتمكن بعض المدارس من ممارستها بشكل فاعل؛ نتيجة عزوف الطلاب عن هذه النشاطات، أو نتيجة قلة الإمكانيات بشرية كانت أو مادية، ويحمي من ممارسة النشاط بشكل غير سليم كأن تنصرف النشاطات إلى الناحية الشكلية، أو أن تمارس في أوقات رسمية معينة دون أن يكون لها أدنى دور أو أقل أثر في تنمية مهارات المتعلم أو اتجاهاته .كما أنها تسهل عمل معلم التربية الإسلامية وتجعل مواقفه التعليمية مواقف عملية، وتجعله يشعر بقيمة التخطيط للتدريس والتنفيذ له، وينصرف من كونه عملاً تقليدياً رسمياً، إلى عمل تعليمي عملي .
مسلمات الدراسة :
إضافة إلى ما تحتله هذه الدراسة من أهمية؛ فإنها تقوم على عدد من المسلمات الضرورية التي تدعو إليها، وأهم هذه المسلمات ما يلي:
(1) أن النشاط المدرسي هو جزء من عمل معلم التربية الإسلامية وغيره من المعلمين، وأنه معني بتفعيل النشاط المدرسي لدى طلابه الذين يقوم بالتدريس لهم . لأن النشاط المدرسي عنصر من عناصر المنهج، والمعلم معني بتنفيذ جميع عناصر المنهج .
(2) أن جدول التدريس الذي يتسلمه معلم التربية الإسلامية في بداية الفصل الدراسي يتضمن مواد التربية الإسلامية وفصول الطلاب الذين يدرس لهم، ولا يتضمن النشاط لكل مادة، وهذا معناه ضمناً أنه معني بتوظيف النشاط المدرسي بين ثنايا المادة التي يدرسها، شأن النشاط المدرسي في ذلك شأن بقية عناصر التدريس الأخرى .
(3) أنه لو تم فصل النشاط المدرسي في جدول الدراسة عن مواد التربية الإسلامية وتدريسها - شأنها في ذلك شأن المواد الأخرى - فإن ذلك يتم من الناحية النظرية فقط ؛ ولا يعني أن هناك فرقاً بين النشاط المدرسي داخل الصف والنشاط المدرسي خارج الصف ؛ لأن أهداف النشاط وفعاليته ونجاحه وتقدمه لا تتم بصورة جيدة إلا من خلال تدريس المادة الذي تنبثق فعالياته من داخل الصف، وتنطلق إلى خارجه، وإلى خارج المدرسة أيضاً . ومن هذا المنطلق فإن تقسيم النشاط إلى نشاط لا منهجي ونشاط مصاحب هو تقسيم غير مفيد من الناحية العملية، وهو أمر يؤكده الواقع ويؤكده المربون ؛ حيث يذكر (المالكي، 1416هـ، ص 62) استناداً لرجوعه إلى عدد من الدراسات أن النشاط خارج الصف والنشاط داخل الصف وجهان لعملة واحدة، وأن كثيراً من النشاطات التي يمارسها المتعلم في التربية الإسلامية داخل الصف يمكن له ممارستها خارج الصف وخارج المدرسة أيضاً، وأن حصر تسمية النشاط على"النشاط اللامنهجي"، أو"النشاط اللاصفي"، أو"النشاط الزائد عن المنهج"، أو " النشاط الإضافي"، أو"النشاط غير الصفي"، أو"النشاط خارج الصف"هي تسميات غير عملية؛ لأن النشاط المدرسي في مجمله جزء رئيس من المنهج المدرسي ولا ينفصل عنه. وإن كل هذه المسلمات تدعم هذه الدراسة وتؤكد ضرورة إجرائها، وذلك بغية أن يكون المعلم على بصيرة من أمره لما يجب أن ينفذه ويقوم به من النشاط المدرسي.
الخلفية النظرية للبحث :
تحتل مواد التربية الإسلامية مكانة كبيرة في العمليتين التربوية والتعليمية؛ وتتبوأ اهتماماً خاصاً من بين مناهج الدراسة في التعليم العام.
وفي سبيل ما تهدف إليه التربية الإسلامية يشير (جنزرلي، 1415هـ/1994م، ص 27) إلى أن التربية الإسلامية ترتبط (بهدف إنساني عظيم، وهو تقوى الله عز وجل التي تعتبر مفتاحاً لكل خير، وضابطاً لكل الأهداف، وسمة متميزة لكل فرد مؤمن).
وانطلاقاً مما تهدف إليه التربية الإسلامية من أهداف قويمة تصب في تحقيق تقوى الله جل وعلا وعبادته ؛ فإن العناية بتفعيلها، والاهتمام بتوظيف مفاهيمها، والسعي إلى تحقيق مبدأ الاستمرار في تعليمها، وتطبيق ما تحتوي عليه من مبادئ، وحقائق، وتعميمات، ومفاهيم عظيمة هو من أهم ما ينبغي أن يركز عليه تدريس التربية الإسلامية في جميع مراحل التعليم، وفي المرحلة الابتدائية على وجه الخصوص . وفي هذا الصدد يؤكد (هندي، 1419هـ/1998م، ص 80) في دراسته بأنه يجب على معلم التربية الإسلامية أن يهتم بإدراج المفاهيم في محتوى التربية الإسلامية من أجل تفعيلهافي أثناء عملية التدريس لموضوعات التربية الإسلامية . ويعود ذلك إلى أن توظيف مفاهيم التربية الإسلامية والتأكيد عليها أمر في غاية الضرورة في تدريس التربية الإسلامية، وهذا ما تشير إليه دراسـة (الخوالدة والطيطي، 1408هـ/ 1988م، ص 28) التي أشـارت إلى (التأكيد على أهمية توضيح المفاهيم والتعميمـات والمبادئ والقواعد العامة في التربية الإسلامية وطرائق التدريس عند وضع مناهج وكتب التربية الإسلامية لتلاميذ المرحلة الابتدائية).
 وإن كل ذلك يدلل على أن مواقف التربية الإسلامية المختلفة تحتاج من المعلم أن يولي اهتمامه الخاص بتفعيلها على النحو الذي يمكن المتعلم من ممارسة المواقف التربوية والخبرات التعليمية عن كثب، وأن يقوم بتوظيف جميع ما يعينه على ذلك، وفي هذا الصدد يرى (الشهري، 1423هـ/ 2002م، ص 114) أنه يجب على المعلم من خلال قيامه بعملية التدريس أن يهتم بإيجابية المتعلم من خلال تهيئة المواقف التي يتمكن من خلالها من المشاركة بصورة إيجابية.
وحيث تشير الأدبيات في التربية الإسلامية وطرق تدريسها إلى الحيز الكبير الذي يحتله النشاط المدرسي في تدريس هذه المادة؛ فقد أكد عدد من الدراسات ضرورة توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية ؛ حيث توصلت دراسة (وزان، 1412، ص 143) إلى نتائج عديدة أبرزها أن للنشاط المدرسي أهمية كبيرة جدًّا في تدريس التربية الإسلامية، وأن هناك إهمالاً لاستخدام النشاط المدرسي من قبل المعلمين في تدريس التربية الإسلامية، وكان من أبرز ما توصلت إليه هذه الدراسة ضرورة بناء برنامج لتنمية مهارات استخدام النشاط المدرسي لدى معلمي التربية الإسلامية . كما توصـلت دراسة (العوفي، 1415هـ، ص 285) إلى أن معلمي التربية الإسلامية لا يستخدمون النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية ؛ نتيجة أنهم لا يلمون بمهارات استخدام النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية، واقترحت الدراسة فيما يتعلق بالأهداف أن تكون هناك صياغة سلوكية للأهداف تنص على استخدام النشاط المدرسي، وبالنسبة للطرائق أن يتم تزويد معلم التربية الإسلامية بالمهارات اللازمة نحو استخدام النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية، وبالنسبة للتقويم ضرورة احتساب درجات للنشاط المدرسي عند تقويم مواد التربية الإسلامية . كما توصلت دراسة (المالكي، 1416 هـ، ص 199) إلى نتائج أهمها: أنه لا يوجد تركيز في المنهج الدراسي على التطبيقات العملية، ففيما يتعلق بالأهداف أوضحت الدراسة أنه يوجد كثير من المعلمين لا يعون أهداف النشاط المدرسي في التربية الإسلامية، وفيما يتعلق بالطرائق توصلت الدراسة إلى أن هناك تركيزًا من قبل معلمي التربية الإسلامية على المادة الدراسية دون الاهتمام بتطبيقاتها العملية، وفيما يتعلق بالتقويم توصلت الدراسة إلى أنه لا يوجد اعتبار لمشاركة الطالب في النشاط المدرسي عند تقويم مواد التربية الإسلامية من قبل المعلمين . وكان مما اقترحته الدراسة:
أن يتضمن المنهج خطوات عملية تطبيقية واضحة تساعد المعلم على استخدام النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية. وعلى الرغم من أن هذه الدراسات قد مضى عليها بعض السنوات إلا أنها ذات ارتباط وثيق بموضوع النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية، ويعتقد الباحث أن ما خرج به الباحثون من تلك الدراسات يعزز الاهتمام بالدراسة الحالية والحاجة إليها، خاصة في مجال الحديث عن الإستراتيجية التي يفيد منها المعلم في مجال استخدم النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية .
وانطلاقاً مما توصلت إليه الدراسات السابقة من نتائج تؤكد حاجة معلم التربية الإسلامية في جميع مراحل التعليم بصفة عامة، وفي المرحلة الابتدائية على وجه الخصوص إلى تعرف المهارات التي تساعده على توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية ؛ فإن من المهم أن يكون لدى معلم التربية الإسلامية إستراتيجية عملية واضحة تساعده على التوظيف الأمثل للنشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية .
وإيماناً بما للنشاط المدرسي من أهمية كبيرة، ولصلته الوثيقة بالمادة الدراسية، نتيجة لأن من أهم أهداف تدريسه (خدمة المادة العلمية والعمل على تسهيل فهمها واستيعابها من خلال الممارسة الفعلية لها) (وزارة التربية والتعليم – السعودية، 1425 هـ، دليل الأنشطة الطلابية للمرحلة الابتدائية، ص 6)؛ فإن من أهم ما يساعد على التغلب على معوقاته، ويساعد المعلم على توظيفه واستخدامه في تدريس التربية الإسلامية أن يكون النشاط المدرسي أحد عناصر المنهج الرئيسة، وألا ينفصل عن المادة الدراسية، وأن يتم التخطيط والتنفيذ له من قبل المعلم من خلال الاهتمام به في كافة عناصر التدريس وعملياته. ومن هذا المنطلق فإن توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية يقتضي العمل بما يلي:
أولاً : من حيث المفهوم : يجب أن يكون النشاط المدرسي أحد العناصر الرئيسة لعملية التدريس لدى معلم التربية الإسلامية، ومن هنا فإن المعلم يجب أن يستخدم النشاط المدرسي كمفهوم مرادف لطريقة التدريس، ويستبعد كل مفهوم أو تسمية تعتمد فصل النشاط عن التدريس داخل الفصل الذي يمثل جوهر عمل المعلم في واقع التدريس في مدارسنا . وهذا ما تؤكد عليه العديد من الدراسات التربوية الميدانية في تدريس التربية الإسلامية ، ومنها على سبيل المثال لا الحصـر دراسة (وزان، 1412هـ، ص 9)، ودراسة (العوفي، 1415هـ، ص56)، ودراسة (المالكي، 1416 هـ، ص 62)، ودراسة (المالكي، 1418هـ، ص72).  
ثانياً : من حيث المنهج : إنه على الرغم من أن النشاط المدرسي يعد أحد العناصر الرئيسة للمنهج، كما تؤكد ذلك الأدبيـات التربـوية في ميدان المناهج، مثـل : (اللقـاني، 1989، ص 255)، (سعادة وإبراهيم، 1417هـ/1997م، ص 367)، (قنديل، 1423هـ/2002 م، ص 199)، إلا أن ذلك ليس كافياً ما لم يتم توظيف النشاط المدرسي عمليًّا من خلال ربطه بجميع عمليات التدريس وعناصره الأخرى من خلال عمل المعلم . ومن هنا فإن المعلم إضافة لما ينبغي أن يلم به فيما يتعلق بمفهوم النشاط فإنه إضافة إلى ذلك يجب أن يعتبر النشاط المدرسي أحد العناصر الرئيسة في عملية التدريس لديه يؤثر ويتأثر ببقية العناصر الأخرى، وأن ما يعرفه المعلم من أن النشاط المدرسي عنصر من عناصر المنهج دون توظيف يذكر منه لا يعد كافيًا، ولا يحقق مفهوم النشاط الصحيح من الناحية العملية، ويظل كل ما يقال عن النشاط كلاماً نظريًّا لا يوافقه الواقع ولا يتفق معه .
ثالثاً : من حيث مراحل التدريس : لا بد أن يتم توظيف النشاط المدرسي من خلال جميع مراحل التدريس، وأهمها مرحلة التخطيط للتدريس، ومرحلة التنفيذ للتدريس، لأن عملية التخطيط للتدريس عملية شاملة لجميع عناصر التدريس ولا تقتصر فقط على عناصر المنهج الرئيسة (الأهداف والمحتوى والطرائق والتقويم)، وما يقال عن عملية التخطيط للتدريس يقال عن عملية التنفيذ للتدريس أيضاً، وهذا ما ينبغي أن يهتم به معلم التربية الإسلامية عند تدريسه لمواد التربية الإسلامية .
ومن هنا يرى الباحث أنه لا بد من تبني إستراتيجية واضحة وشاملة للمقومات السابقة يعتمد عليها معلم التربية الإسلامية أثناء تدريسه لهذه المادة، وهذا ما يتوقع الباحث أن يصل إليه من خلال الجانب الميداني لهذه الدراسة .
أهداف الدراسة
تهدف الدراسة الحالية إلى بلوغ الهدفين الرئيسين التاليين:
(1) التعرف على إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية .
(2) التعرف على الفروق بين آراء معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس الابتدائية حول إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية .
أسئلة الدراســــة :
  تسعى الدراسة الحالية للإجابة عن السؤال الرئيس التالي :
ما إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية في مدينة مكة المكرمة ؟
           ومن هذا السؤال تتفرع الأسئلة الفرعية التالية :
(1)ما إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في مرحلتي التخطيط والتنفيذ لتدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية فيما يتعلق بمجال الأهداف؟
(2)ما إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في مرحلتي التخطيط والتنفيذ لتدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية فيما يتعلق بمجال المحتوى؟
(3)ما إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في مرحلتي التخطيط والتنفيذ لتدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية فيما يتعلق بمجال طرائق التدريس ووسائله وأساليبه؟
(4)ما إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في مرحلتي التخطيط والتنفيذ لتدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية فيما يتعلق بمجال التقويم؟
(5)هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس الابتدائية تجاه المجالات ككل؟
(6)هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس الابتدائية تعزى إلى عدد سنوات الخدمة؟
(7)هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس الابتدائية تعزى إلى درجة المؤهل التربوي؟
(8)هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس الابتدائية تعزى إلى توافر الإمكانات المادية؟
حدود الدراسة :
تقتصر الدراسة الحالية على الحدود التالية :
(1) تقتصر على مديري المدارس الابتدائية ومعلمي التربية الإسلامية فيها في مدينة مكة المكرمة .
(2) تجرى الدراسة الحالية في الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 1424هـ/1425 هـ.
(3) تتناول الدراسة إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي من خلال عناصر المنهج : (الأهداف، والمحتوى، وطرائق التدريس ووسائله وأساليبه، والتقويم)، في مرحلتي التخطيط والتنفيذ للتدريس لدى المعلم . على اعتبار أن هذه الأبعاد تمثل جوهر عمل معلم التربية الإسلامية داخل المدرسة، ولأن توظيف النشاط المدرسي من خلال مرحلة التنفيذ يستوجب ضمناً الاهتمام بمرحلة التخطيط لأنها مرحلة سابقة على مرحلة التنفيذ .
مصطلحات الدراسة :
 أهم مصطلحات الدراسة التي تحتاج إلى تعريف من قبل الباحث ما يلي:
(1)      الإستراتيجية :
ورد العديد من التعريفات للإستراتيجية في الأدبيات التربوية، ومن هذه التعريفات : تعريف دائرة المعارف العالمية في التربية (1985 م)، الذي يعرف إستراتيجية التدريس بأنها (مجموعة الحركات أو الإجراءات التدريسية المتعلقة بتحقيق مخرجات تعليمية مرغوب فيها، وأن لفظ إستراتيجية يستخدم كمرادف للفظ إجراءات التدريس). وتعريف ممدوح محمد سليمان الذي يرى أنها: (مجموعة تحركات المعلم داخل الصف التي تحدث بشكل منتظم ومتسلسل تهدف إلى تحقيق الأهداف التدريسية المعدة مسبقاً). (سليمان، 1408هـ/1988م، ص 130) .
كما أن من التعريفات أيضاً : تعريف الإستراتيجية بأنها (خطة عمل عامة، توضع لتحقق أهدافاً معينة، ولتمنع تحقيق مخرجات غير مرغوب فيها)، وتعريف كوثر حسين كوجك التي ترى أن الإستراتيجية هي (مجموعة قرارات يتخذها المعلم، وتنعكس تلك القرارات في أنماط من الأفعال، يؤديها المعلم والتلاميذ في الموقف التعليمي). (كوجك، 1997م، ص 301) .
وفي هذا البحث يقصد الباحث بالإستراتيجية : تلك الإجراءات المنظمة التي يتخذها المعلم نحو جميع عناصر التدريس أثناء مرحلتي التخطيط والتنفيذ للتدريس من خلال تبني عدد من القرارات اللازمة من أجل توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية .
(2)      النشاط المدرسي:
 يقصد الباحث بالنشاط المدرسي في هذا البحث:
تلك الممارسات النظرية والعملية الإيجابية المنظمة التي يقوم بها المتعلم تحت إشراف معلمه مع توظيف جميع إمكانات المدرسة المادية والبشرية من خلال دراسة موضوعات التربية الإسلامية، سواء أتمت هذه الممارسات داخل الفصل أو خارجه، داخل المدرسة أو خارجها، بحيث ترمي هذه الممارسات إلى تحقيق أهداف مواد التربية الإسلامية .
(3)      التربية الإسلامية:
يقصد الباحث بالتربية الإسلامية في هذا البحث مواد التربية الإسلامية التي تقدمها المدرسة لطلابها في المرحلة الابتدائية وهي (القرآن الكريم، والتوحيد، والفقه، والحديث، والتجويد).
منهج الدراسة :
تستخدم الدراسة الحالية المنهج الوصفي الميداني من خلال معرفة آراء معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس الابتدائية حول إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية . ذلك أن المنهج الوصفي (يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفاً دقيقاً ويعبر عنها تعبيراً كيفيًّا أو تعبـيراً كميًّا) (عبيدات وآخرون، 1999م، ص 187) .
إجراءات الدراسة الميدانية :
اتبع الباحث ـ من أجل تحقيق أهداف الدراسة والإجابة عن تساؤلاتها ـ عدداً من الإجراءات الميدانية، يمكن إيضاحها على النحو التالي:
(1)      أداة الدراسة :
لتحقيق أهداف هذه الدراسة استخدم الباحث الاستبانة كأداة لجمع المعلومات، وقد استخدم الاستبانة، لأن الدراسة تسعى إلى معرفة آراء معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس في المرحلة الابتدائية، والاستبانة من الأدوات التي تستخدم (للحصول على حقائق عن الظروف والأساليب القائمة بالفعل، وإجراء البحوث التي تتعلق بالاتجاهات والآراء)، (فان دالين، 1984م، ص 431).
ولقد اتبع الباحث الإجراءات التالية لإعداد الأداة:
أ-إعداد الاستبانة:
لتحقيق أهداف الدراسة الحالية أعد الباحث استبانة تهدف إلى معرفة آراء معلمي التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية ومديري المدارس مستنداً في ذلك على المصادر التالية:
·          الرجوع إلى الأدبيات التربوية والدراسات الميدانية في مجال النشاط المدرسي.
·   الرجوع إلى الأدبيات التربوية والدراسات الميدانية في مجال المناهج وطرائق تدريس التربية الإسلامية.
·   استطلاع آراء بعض معلمي التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية، والإفادة من آرائهم في بناء الاستبانة.
·   خبرة الباحث السابقة العلمية والميدانية في مجال مناهج التربية الإسلامية وطرائق تدريسها.
وقد أفاد الباحث من جميع المصادر السابقة؛ حيث قام بإعداد قائمة بأهم البنود اللازمة لتوظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية.
ب – الاستبانة في صورتها الأولية :
احتوت الاستبانة في صورتها الأولية على 48 بندًا شملت أربعة مجالات، وهي: مجال الأهداف، ومجال المحتوى، ومجال طرائق التدريس ووسائله وأساليبه، ومجال التقويم . وقد محور الباحث الاستبانة حول هذه المجالات الأربعة؛ لأن هذه المجالات تمثل الأبعاد الرئيسة لعمل المعلم داخل الفصل وخارجه؛ ولأن هذه المجالات تعبر بصدق عن عناصر المنهج التي يجب أن يكون عمل معلم التربية الإسلامية ـ شأنه في ذلك شأن أي معلم آخر ـ في ضوئها . كما أن الباحث فرّق في كل مجال بين مرحلتين يرى الباحث أنهما منفصلتان عن بعضهما؛ حيث إن لكل مرحلة إستراتيجيتها الخاصة، وهما: مرحلة التخطيط للتدريس، ومرحلة التنفيذ للتدريس.
ج- الاستبانة في صورتها النهائية :
للوصول إلى الاستبانة في صورتها النهائية، والتأكد من صلاحيتها وجاهزيتها للتطبيق اتبع الباحث الإجراءات العلمية لقياس صدق الاستبانة وثباتها على النحو التالي:
·      صدق الاستبانة:
للتأكد من صدق الاستبانة، وأنها تقيس ما وضعت لقياسه : قام الباحث بقياس صدق الاستبانة من خلال ما يلي:
§     صدق المحكمين* Trustees Validity :
حيث قام الباحث بعرض الاستبانة على عدد من المحكمين من أعضاء هيئة التدريس في جامعة أم القرى في مكة المكرمة وكلية المعلمين في مكة المكرمة، وبناء على ما أبداه المحكمون من ملاحظات، أجرى الباحث التعديلات التالية:
§   تعديل صياغة بعض العبارات، واستبدال بعض الكلمات بكلمات أخرى مثل استبدال كلمة شمولية بكلمة اشتمال.
§          حذف كلمة"القيام بـ"من بعض العبارات التي احتوت عليها .
§   إعادة ترتيب عبارات المجال الثاني (مرحلة التخطيط للتدريس) كما اقترح أحد المحكمين ذلك .
§          تحديد الصياغة بشكل أدق لبعض العبارات.
§     صدق الاتساق الداخلي :
أجرى الباحث دراسة استطلاعية على عينة من معلمي التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية في مكة المكرمة تتكون من (30) معلمًا بهدف معرفة صدق الاتساق الداخلي للأداة، ومن ثم ثباتها، وقد توصل الباحث إلى النتائج التالية:
أ‌-        مدى ارتباط كل مفردة بالمجال الذي تنتمي إليه:
تبين للباحث من خلال التحليل الإحصائي أن كل مفردة تنسجم مع مجالها الذي تنتمي إليه، كما كشفت قيم الارتباط الموجب بين كل مفردة ومجالها، حيث تبين أن جميع قيم معامل الارتباط دالة إحصائيًّا عند مستوى 0.01 أو عند مستوى 0.05 فيما عدا عبارة واحدة فقط، وهذا ما يتضح لنا من خلال الجدول التالي:
جدول رقم (1)
يوضح صدق الاتساق الداخلي للمفردات
المجال
المفــردة
معامل الارتباط
الدلالة
المجال
المفـردة
معامل الارتباط
الدلالة
        مجال الأهـــــــــــــداف
1
0.720
دالة
    مجال طرائق التـــدريس ووســـــائله وأساليــبه
25
0.533
دالة
2
0.791
دالة
26
0.530
دالة
3
0.788
دالة
27
0.448
دالة
4
0.844
دالة
28
0.568
دالة
5
0.782
دالة
29
0.588
دالة
6
0.700
دالة
30
0.529
دالة
7
0.478
دالة
31
0.567
دالة
8
0.715
دالة
32
0.427
دالة
9
0.609
دالة
33
0.490
دالة
10
0.740
دالة
34
0.476
دالة
11
0.669
دالة
35
0.531
دالة
12
0.637
دالة
36
0.662
دالة
   مجــــال المحتـــــــــــوى
13
0.724
دالة
37
0.138
غ. دالة
14
0.491
دالة
   مجـــــال التقويـــــــــم
38
0.707
دالة
15
0.376
دالة
39
0.723
دالة
16
0.793
دالة
40
0.771
دالة
17
0.706
دالة
41
0.705
دالة
18
0.628
دالة
42
0.671
دالة
19
0.586
دالة
43
0.607
دالة
20
0.716
دالة
44
0.503
دالة
21
0.378
دالة
45
0.510
دالة
22
0.702
دالة
46
0.431
دالة
23
0.454
دالة
47
0.543
دالة
24
0.604
دالة
48
0.427
دالة
من خلال الجدول السابق يتبين أن جميع القيم دالة إحصائيًّا ما عدا المفردة (37) التي أظهرت ارتباطاً غير دال إحصائيًّا بمجالها؛ كما أن ثبات الاستبانة بدونها 0.9241 مما يدل على تأثيرها على ثبات الاستبانة ككل؛ ولذلك رأى الباحث ضرورة حذف هذه العبارة.
ب‌-   مدى ارتباط المجالات ببعضها:
قام الباحث بقياس الارتباط الداخلي بين مجالات الاستبانة، ومدى ارتباط كل مجال بالاستبانة ككل، وأظهرت مصفوفة الارتباطات صدق الاتساق الداخلي بين المجالات، والجدول التالي يوضح ذلك :
جدول رقم (2)
مصفوفة الارتباطات بين مجالات الأداة
المجالات
مجال الأهداف
مجال المحتوى
مجال طرائق التدريس ووسائله وأساليبه
مجال التقويم
الاستبانة ككل
مجال الأهداف
1




مجال المحتوى
,7030
1



مجال طرائق التدريس ووسائله وأساليبه
,3580
,4530
1


مجال التقويم
0,316
,3150
,6050
1

الاستبانة ككل
,8220
,8160
,7550
,6890
1
يتبين من خلال الجدول السابق أن هناك علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائياً بين كل مجال والمجال الذي يليه، كما نلاحظ أن قيم الارتباط بين كل مجال والاستبانة ككل عالية، وهذا يدل على أن الاستبانة تتسم بقدر عال من الصدق.
§     ثبات الاستبانة:
استخدم الباحث معامل ألفا كرونباخ Alpha من أجل قياس ثبات الاستبانة، وكانت نتائج تحليل الثبات على النحو التالي :
جدول رقم (3)
يوضح قيم ثبات الاستبانة
م
مجالات الاستبـــــانة
بنـــود المجــال
قيمة الثبــات
1
مجال: الأهداف.
(1-12)
, 90100
2
مجال: المحتـــوى.
(13-24)
,83540
3
مجال: طرائق التدريس ووسائله وأساليبه.
(25- 36)
,77200
4
مجال: التقويم.
(37-47)
,81960
معامل الثبات الكلي لجميع المجالات: ,92410
يتبين من خلال الجدول رقم (3) أن معامل الثبات الكلي للاستبانة = 0.92 وهو معامل ثبات جيد، يدل على أن الأداة تتسم بقدر عال من الثبات.
(2)      تحليل المعلومات:
لقد تم جمع المعلومات في ضوء آراء أفراد عينة الدراسة وفقاً لمقياس ليكرت المتدرج (موافق بشدة، موافق، محايد، غير موافق، غير موافق بشدة)، وقد أعطى الباحث خمس درجات لكل استجابة على النحو التالي : (موافق بشدة = 5، موافق = 4، محايد = 3 ، غير موافق = 2، غير موافق بشدة = 1)، وتم تحليلها إحصائيًّا من قبل الباحث باستخدام برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (spss): (Statistical Package for Social Sciences) . واستخدم الباحث المتوسط الحسابي والانحراف المعياري، وتحليل التباين الأحادي، واختبار ت، كما استخدم معامل ارتباط بيرسون لقياس صدق الاتساق الداخلي للأداة، ومعامل ألفا كرونباخ Alpha لقياس ثبات الاستبانة .
(3)      مجتمع الدراسة وعينتها :
يتكون مجتمع الدراسة الأصل من جميع معلمي التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية وجميع مديري مدارس المرحلة الابتدائية في مدينة مكة المكرمة. وقد اقتصر الباحث على فئتي المديرين والمعلمين دون المشرفين التربويين، لأن هاتين الفئتين أقرب الفئات لتوظيف النشاط المدرسي، وأقدر الفئات على تقديم آراء عملية نابعة من صميم الميدان مباشرة. ونظراً لصعوبة تطبيق الدراسة على جميع المعلمين والمديرين لكثرة المدارس الابتدائية ؛ فقد عمد الباحث إلى اختيار عينة بالطريقة العشوائية البسيطة، وبلغ مجموع ما وزعه من استبانات (220) استبانة، عاد له منها 190 استبانة تم تحليل (185) استبانة منها واستبعاد (5) استبانات لعدم اكتمالها، وبهذا تكون نسبة ما تم تحليله فعلاً من استبانات (0.84) وهي نسبة جيدة. والجدول التالي يوضح عينة الدراسة:
جدول رقم (4)
عينة الدراسة
أفراد العينـــة
مدير مدرسة
معلم تربية إسلامية
المجموع
التكرار
28
157
185
النسبة المئوية %
15.1
8409
100
نتائج الدراســـة :
تهدف الدراسة الحالية إلى معرفة إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية في مدينة مكة المكرمة، وفيما يلي يتناول الباحث نتائج الدراسة حسب تساؤلاتها على النحو التالي:
 (1) ما إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في مرحلتي التخطيط والتنفيذ لتدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية فيما يتعلق بمجال الأهداف؟.
للإجابة عن هذا التساؤل قام الباحث بحساب المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لكل مفردة من مفردات الاستبانة، وكانت النتائج على النحو التالي:


جدول رقم (5)
المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لمجال الأهداف
م
البنـــــــــــــــود
المتوسط الحسابي
الانحراف المعياري
1
مرحلة التخطيط للتدريس:
صياغة الأهداف بطريقة إجرائية سليمة.
4.429
0.593
2
اشتمال الأهداف لجميع مراحل التدريس وخطواته .
4.2
0.674
3
اشتمال الأهداف للمهارات العملية لدى المتعلم .
4.16
0.688
4
اهتمام الأهداف بالمواقف العملية داخل الفصل أو خارجه.
4.14
0.760
5
اشتمال الأهداف للمهارات العقلية لدى المتعلم .
4.07
0.737
6
اشتمال الأهداف للمهارات الاجتماعية عند المتعلم .
4.03
0.743
1
مرحلة التنفيذ:
التنفيذ الفعلي لأهداف التدريس كما سبق التخطيط لها.
4.21
0.727
2
الاهتمام بتقويم الأهداف وتطويرها .
4.21
0.702
3
تنفيذ أهداف التدريس وفق خطوات الدرس .
4.2
0.785
4
اتباع التقويم المستمر لأهداف التدريس .
4.18
0.812
5
التأكيد على الأهداف التي تحث على حيوية المتعلم .
4.09
0.720
6
التركيز على الأهداف الخاصة بالمهارات العملية .
3.98
0.733
يتبين من خلال الجدول رقم (5) السابق أن جميع البنود احتلت متوسطات حسابية عالية، ففي مرحلة التخطيط تراوحت المتوسطات ما بين (4,429) و(4,21)، وجميعها قيم عالية. كما نجد أن القيم الخاصة بمرحـلة التنفيذ للتدريس عالية أيضـاً، حيث تراوحـت ما بين (4,21) و (3,98 وهذا يدل على أن هناك تأييدًا كبيرًا من قبل أفراد عينة الدراسة لإستراتيجية توظيف النشاط المدرسي فيما يتعلق بالأهداف، ولعل ذلك يعود إلى إيمان المعلمين والمديرين بما تحتله الأهداف من مكانة كبيرة في التدريس عموماً وفي تدريس التربية الإسلامية خصوصاً، ويعود ذلك أيضاً إلى أن النشاط المدرسي في التربية الإسلامية لا بد أن يساعد على تحقيق الأهداف التربوية في مواد التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية .
(2) ما إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في مرحلتي التخطيط والتنفيذ لتدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية فيما يتعلق بمجال المحتوى؟.
كشفت نتائج الدراسة المتعلقة بإستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية فيما يتعلق بمجال المحتوى عما يلي:
جدول رقم (6)
المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لمجال المحتوى
م
البنـــــــــــــــود
المتوسط الحسابي
الانحراف المعياري
1
مرحلة التخطيط للتدريس:
استصحاب الصور التطبيقية لمعلومات محتوى التدريس .
4.16
0.706
2
التركيز على المهارات العملية في محتوى التدريس عند توزيع المحتوى على حصص التدريس..
4.12
0.766

3
تحليل المحتوى عند التخطيط للتدريس
4.11
0.696

4
الاعتماد على الأهداف عند التخطيط لمحتوى التدريس .
4.08
0.713

5
اشتمال المحتوى للمهارات والمعلومات والاتجاهات .
4.03
0.702

6
التنظيم السيكولوجي للمحتوى .
3.61
0.699

1
مرحلة التنفيذ: ربط المحتوى بالواقع الذي يعيشه الطالب.
4.51
0.626

2
مناسبة مكونات المحتوى لقدرات الطالب .
4.41
0.801

3
الأخذ بمعيار التكامل بين موضوعات التربية الإسلامية (من خلال ربط موضوع الدرس بموضوعات التربية الإسلامية الأخرى) .
4.39
0.730

4
تغطية جميع مكونات المحتوى (المعرفية، والمهارية، والوجدانية).
4.28
0.729

5
الاهتمام بالكيف عند معالجة المحتوى لا الكم.
4.16
0.888

6
التركيز على ممارسة المتعلم للجوانب العملية للمحتوى .
4.12
0.790

يشير الجدول رقم (6) إلى ارتفاع قيم المتوسط الحسابي لجميع البنود، كما نلاحظ ارتفاع قيم المتوسط الخاصة بمرحلة تنفيذ المحتوى، وهذا يدل على أن أفراد عينة الدراسة يولون تنفيذ المحتوى أهمية كبيرة في مجال توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية ويؤيد المعلمون بشكل كبير ربط المحتوى بمستوى الطالب، وبالواقع الذي يعيش فيه، كما يرى أفراد عينة الدراسة ضرورة تكامل موضوعات التربية الإسلامية، وكذا اشتمال المحتوى لجميع الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية كما أظهرت قيمة المتوسط الحسابي العالية (كما في الجدول). ونجد أن أقل قيمة للمتوسط الحسابي جاءت للبند رقم (6) ـ كما يظهر من الجدول - حيث بلغت قيمة المتوسط الحسابي (3, 61) وعلى الرغم من أن هذه القيمة لا بأس بها إلا أنها عند مقارنتها بالقيم الأخرى تعد منخفضة نسبيًّا؛ وقد يعود ذلك إلى اعتقاد البعض من أفراد العينة أن التنظيم السيكولوجي لمحتوى التدريس في التربية الإسلامية يؤثر في المفردات الأساسية في التربية الإسلامية، أو اعتقاد البعض أن ذلك يحتاج إلى مهارات عالية تفوق قدرات المعلم . ويرى الباحث أنه بمجرد ما يتمكن المعلمون – خاصة - من الإلمام بالتنظيم السيكولوجي للمحتوى ستختلف آراؤهم نحوه.
(3) ما إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في مرحلتي التخطيط والتنفيذ لتدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية فيما يتعلق بمجال طرائق التدريس ووسائله وأساليبه؟
توصلت نتائج الدراسة حول توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية في مرحلتي التخطيط والتنفيذ لتدريس التربية الإسلامية فيما يتعلق بمجال طرائق التدريس ووسائله وأساليبه إلى ما يلي:


جدول رقم (6)
المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لمجال طرائق التدريس ووسائله وأساليبه
م
البنـــــــــــــــود
المتوسط الحسابي
الانحراف المعياري
1
مرحلة التخطيط للتدريس:
 الإعداد لأساليب تحث على التفاعل بين المتعلمين (كإثارة روح المنافسة، والتشجيع المادي والمعنوي).
4.43
0.720

2
التخطيط لطرائق تدريس تشجع على نشاط المتعلم.
4 ,28
0.640

3
التركيز على الطرائق العملية في التدريس .
4.15
0.682

4
الإعداد لوسائل تعليمية تقوم على الخبرة المباشرة .
4.12
0.733

5
التخطيط لطريقة التدريس على أنها ترادف النشاط المدرسي في مفهومها.
3.84
0.760

6
الإعداد لدروس يمكن ممارستها خارج الصف.
3.75
0.922

7
الإعداد لدروس يمكن ممارستها خارج المدرسة.
3.64
0.984

1
مرحلة التنفيذ:
استخدام أنشطة مرافقة للتدريس : كالتعيينات، الاستماع لشريط، حفظ سورة من القرآن ...إلخ.
4.47
0.608

2
استخدام بعض الطرائق التي تحث على بث روح المنافسة والتعاون، مثل طريقة التعلم التعاوني.
4.36
0.611

3
استخدام مرافق المدرسة أثناء عملية التدريس.
4.28
0.712

4
استخدام أنشطة تمارس خارج المدرسة كالرحلات والزيارات لتدريس موضوعات تتعلق بالمواقع والأماكن، كزيارة المشاعر المقدسة مثلاً .
4.2
0.853

5
استخدام النشاط المدرسي في بعض المواقف التعليمية بديلاً عن طرائق التدريس
3.9
0.866

أظهرت نتائج الجدول رقم (6) قيماً مرتفعة للمتوسط الحسابي لمرحلتي التخطيط للتدريس والتنفيذ للتدريس، وإن ظهرت بعض القيم منخفضة بشكل أقل مقارنة بالمجالين السابقين (الأهداف والمحتوى)، ونجد أن أعلى القيم ارتفاعاً في مرحلة التخطيط للتدريس قيمة البند رقم (1) حيث بلغت قيمة المتوسط، (4.43). ونجد أن القيم الأربع الأولى تحتل قيماً عالية في المتوسط، ولعل ذلك يعود إلى أن أفراد عينة الدراسة من خلال تجربتهم الميدانية وجدوا أن تفاعل المتعلم وحيويته ومشاركته من أهم ما يساعد على توظيف النشاط؛ فالنشاط المدرسي الحقيقي هو الذي يتفاعل معه المتعلمون ويمارسونه بأنفسهم . كما تنخفض القيم الثلاث قليلاً؛ ويعتقد الباحث أن ذلك يعود إلى اتجاه بعض المديرين والمعلمين، واعتقادهم أن النشاط جزء منفصل عن عمل المعلم داخل الفصل. أما مرحلة التنفيذ للتدريس فنجد أن جميع البنود قد اتخذت قيماً عالية، فيما عدا البند الأخير الذي بلغـت قيمته (3.9)، ويعلل الباحث ذلك بأنه ما زال بعض المعلمين والمديرين في مدارسنا يتجهون نحو فصل النشاط المدرسي عن مواقف التدريس الفعلية، ويعتقد الباحث أنه ما زال هناك بعض القصور لدى بعض مديري المدارس والمعلمين نحو مفهوم النشاط المدرسي واستخدامه الأمثل في مجال التدريس .
(4) ما إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في مرحلتي التخطيط والتنفيذ لتدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية فيما يتعلق بمجال التقويم؟.
توصلت نتائج الدراسة فيما يتعلق بهذا المجال إلى ما يلي :
جدول رقم (7)
المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لمجال التقويم
م
البنـــــــــــــــود
المتوسط الحسابي
الانحراف المعياري
1
مرحلة التخطيط للتدريس:
التخطيط لتقويم النشاط المدرسي في التربية الإسلامية للفصل الدراسي كاملاً.
4.04
0.735

2
اقتراح وسائل التقويم اللازمة لتقويم النشاط .
3.98
0.675

3
التخطيط لجعل عملية تقويم النشاط عملية مستمرة .
3.95
0.809

4
التخطيط لاحتساب درجات للنشاط ضمن تقويم التربية الإسلامية.
3.74
1.03

5
التخطيط لجعل تقويم النشاط ضمن نطاق تقويم عمليات التدريس الأخرى.
3.71
0.838

1
مرحلة التنفيذ:
الأخذ بمعيار الكيف في تقويم المتعلم وليس معيار الكم فقط (الحفظ).
4.16
0.804

2
التركيز على تقويم الجوانب العملية والتطبيقية لما درسه المتعلم في التربية الإسلامية .
4.1
0.726

3
التركيز على تقويم المهارات (العقلية والحركية والاجتماعية) .
4.02
0.683

4
شمولية تقويم الدرس في كل حصة لجميع عناصر التدريس.
3.97
0.820

5
اشتمال وسائل التقويم في التربية الإسلامية لجميع عناصر التدريس بما فيها النشاط.
3.94
0.870

6
تنفيذ تقويم النشاط على أنه جزء لا يتجزأ من تقويم المستوى العام للمتعلم في التربية الإسلامية .
3.91
0.765

يتضح من الجدول رقم (7) أن قيم هذا المجال هي أقل القيم بالنسبة للمجالات الأخرى، ويعتقد الباحث أن السبب الكبير في ذلك يعود إلى تأثر بعض مديري المدارس ومعلمي التربية الإسلامية بالنمط التقليدي للتقويم الذي ينحصر في تقويم المادة المعرفية من المادة الدراسية، وفي حدودها الدنيا فقط؛ أو اعتقاد البعض منهم أن التقويم الشكلي الذي قد يحدث للنشاط المدرسي العام في بعض مدارسنا هو تقويم للنشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية؛ لهذا نجد القيم الإحصائية قد جاءت على نحو أقل من سابقتها؛ إلا أنه على الرغم من كل ذلك فإن ثمة بعض البنود أيدها المديرون والمعلمون بدرجة عالية؛ مثل :"التخطيط للنشاط المدرسي في التربية الإسلامية للفصل الدراسي كاملاً"؛ حيث جاءت قيمة المتوسط (4,04) . وفي مرحلة التنفيذ للتدريس :"الأخذ بمعيار الكيف في تقويم المتعلم وليس معيار الكم فقط (الحفظ)"بلغت قيمة المتوسط (4,16) . و"التركيز على تقويم الجوانب العملية والتطبيقية لما درسه المتعلم في التربية الإسلامية"بلغت قيمة المتوسط (4,1) . و"التركيز على تقويم المهارات (العقلية والحركية والاجتماعية) بلغت قيمة المتوسط (4,02)؛ وهو الأمر الذي يشير إلى أن مجال التقويم من المجالات المؤثرة على توظيف النشاط المدرسي على النحو السليم في تدريس التربية الإسلامية .
ويصل الباحث من خلال كل ما سبق، وكما أوضحت النتائج السابقة إلى أن عينة الدراسة تؤكد على مرحلة تنفيذ التدريس أكثر من مرحلة التخطيط للتدريس؛ وقد يثير هذا الاهتمام مشكلة أخرى وهي أن التخطيط لتدريس التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية لم يصل إلى المستوى المأمول منه، وبخاصة فيما يتعلق بتوظيف النشاط المدرسي؛ ذلك أن هذه المرحلة لا تقل أهمية عن مرحلة التنفيذ للتدريس إن لم تكن أكثر أهمية .
(5) هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس الابتدائية تجاه المجالات ككل؟.
للإجابة عن هذا السؤال فقد استخدم الباحث اختبار ت t test لمعرفة الفروق بين عينتين مستقلتين، والجدول التالي يوضح نتيجة هذه الفروق:
جدول رقم (8)
الفروق بين متوسطي عينتي المديرين والمعلمين تجاه المجالات ككل
الفرق بين متوسطي عينتي المعلمين والمديرين
النسبة الفائية
مستوى الدلالة
عينة المديرين ن = 28
عينة المعلمين ن = 157
ت
مستوى الدلالة
م
ع
م
ع
1.554
0.214
195.14
23.648
192.17
17.21
0.791
0.430
يتضح من خلال الجدول رقم (8) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي عينتي مديري مدارس المرحلة الابتدائية، ومعلمي التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية، وقد يعود ذلك إلى تأكيد جميع أفراد عينة الدراسة على إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية كما اتضح لنا من النتائج التي أظهرتها الإجابة عن أسئلة الدراسة الأربعة الأولى، وهذا ما تؤكده النسبة الفائية التي بلغت (1.554) .
(6) هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس الابتدائية تعزى إلى عدد سنوات الخدمة؟
للإجابة عن هذا السؤال استخدم الباحث تحليل التباين الأحادي One – Way NOVA، وذلك من أجل معرفة الفروق بين متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة حسب سنوات الخدمة، والجدول التالي يبين نتيجة التحليل:
جدول رقم (9)
الفروق بين متوسطات استجابات عينة الدراسة حسب سنوات الخدمة
الفروق بين متوسطات أفراد العينة حسب سنوات الخدمة
مصدر التباين
مجموع المربعات
درجات الحرية
متوسط المربعات
قيمة (ف)
مستوى الدلالة
بين المجموعات
1414,130
2
707,065

2, 139

0.121
داخل المجموعات
60149, 38
182
330,491
المجموع الكلي
61563, 514
184
-
 يتضح من خلال الجدول رقم (9) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة تعزى إلى سنوات الخدمة، وهو الأمر الذي يفيد الباحث بعدم تأثير سنوات الخدمة على هذه الإستراتيجية ؛ الأمر الذي يشير إلى نجاح الإستراتيجية وإمكانية استخدامها من قبل معلمي التربية الإسلامية في تدريس التربية الإسلامية؛ حيث إنه لا فرق في استخدامها بين أن يكون المعلم صاحب خدمة طويلة أو أن يكون حديث التخرج .
(7) هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس الابتدائية تعزى إلى درجة المؤهل التربوي؟
للإجابة عن هذا السؤال استخدم الباحث أسلوب تحليل التباين الأحادي لمعرفة الفروق بين متوسطات استجابات عينة الدراسة التي تعزى إلى درجة المؤهل التربوي، وكانت نتيجة التحليل الإحصائي على النحو التالي:
جدول رقم (10)
يوضح الفروق بين متوسطات استجابات عينة الدراسة حسب درجة المؤهل التربوي
الفروق بين متوسطات أفراد العينة حسب المؤهل
مصدر التباين
مجموع المربعات
درجات الحرية
متوسط المربعات
قيمة (ف)
مستوى الدلالة
بين المجموعات
378, 375
2
189, 187

0.563

0.571
داخل المجموعات
61185, 139
182
336, 182
المجموع الكلي
61563, 514
184
-
يوضح الجدول السابق رقم (10) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات أفراد عينة الدراسة تعزى إلى درجة المؤهل التربوي ؛ على الرغم من الأهمية الكبيرة للمؤهل التربوي، وأثره الإيجابي الفعال على العمل التربوي عموماً، وتدريس التربية الإسلامية بصفة خاصة . ويفسر الباحث هذه النتيجة بأن هناك عدداً من معلمي التربية الإسلامية يحملون مؤهلات عليا ؛ وقد يكون هناك البعض من معلمي التربية الإسلامية ممن يحملون مؤهلات دنيا لديهم دورات تربوية مكثفة حول تدريس التربية الإسلامية، وتوظيف النشاط المدرسي بصفة خاصة .
(8) هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات معلمي التربية الإسلامية ومديري المدارس الابتدائية تعزى إلى توافر الإمكانات المادية؟.
أجرى الباحث أيضاً أسلوب تحليل التباين الأحادي للإجابة عن هذا السؤال، وكانت نتيجة التحليل الإحصائي كما يلي:
جدول رقم (11)
يوضح الفروق بين متوسطات استجابات عينة الدراسة حسب الإمكانيات المادية
الفروق بين متوسطات أفراد العينة حسب الإمكانيات المادية
مصدر التباين
مجموع المربعات
درجات الحرية
متوسط المربعات
قيمة (ف)
مستوى الدلالة
بين المجموعات
2150, 439
2
1075, 219

3, 294

0.039
داخل المجموعات
59413, 075
182
326, 445
المجموع الكلي
6153, 514
184
-
يوضح الجدول رقم (11) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات عينة الدراسة حسب الإمكانات المادية. ويعلل الباحث هذه النتيجة بأن ذلك قد يعود إلى أن ظروف معظم المدارس من ناحية الإمكانات المادية واحدة تقريباً؛ ومن جانب آخر أن عينة الدراسة من المعلمين والمديرين رأوا أن إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي ليست بالضرورة أن تكون مكلفة من الناحية المادية ؛ وأنه بإمكان كل معلم توظيف النشاط المدرسي في تدريسه لمواد التربية الإسلامية دون وجود تكاليف مادية كبيرة .
من خلال كل ما سبق، ومن خلال ما كشفت عنه نتائج التحليل الإحصائي لمتغيرات الدراسة المستقلة (طبيعة العمل، سنوات الخدمة، المؤهل التربوي، الإمكانات المادية) يتضح أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات عينة الدراسة نحو جميع هذه المتغيرات؛ لذا فإن الباحث يصل من خلال كل ذلك إلى أن هذه الإستراتيجية ـ التي أسفرت عنها نتائج الدراسة كما اتضح من خلال الإجابة عن أسئلة الدراسة الأربعة الأولى ـ مناسبة لمعلم التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية؛ وذلك لمراعاتها لعوامل الوقت والجهد والمال، وهو ما عززته استجابات عينة الدراسة كما تبين معنا من خلال المتوسطات الحسابية لآرائهم تجاه جميع المجالات.
ملخص نتائج الدراسة:
   يمكن تلخيص نتائج الدراسة الحالية على النحو التالي:
(1) أظهرت نتائج الدراسة قيمـاً عالية في المتوسط الحسـابي تجاه جميع مـجالات الدراسـة (الأهداف، المحتوى، طرق التدريس وأساليبه ووسائله، والتقويم) مما يدل على أهمية الإستراتيجية في توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية. وقد بينت نتائج الدراسة كما تناولها الباحث من خلال الإجابة عن أسئلة الدراسة: بنود إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية لكل مجال من المجالات الأربعة (الأهداف، والمحتوى، والطرائق، والتقويم) .
(2) أظهرت نتائج الدراسة أن قيم المتوسطات الحسابية لعينة الدراسة تجاه مرحلة تنفيذ التدريس أعلى من قيم المتوسطات الحسابية بالنسبة لمرحلة التخطيط للتدريس .
(3) أظهرت نتائج الدراسة أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات العينة نحو جميع متغيرات الدراسة .
التوصيــات :
بناء عن ما أسفرت عنه نتائج هذه الدراسة فإن الباحث يوصي بما يلي:
(1)يوصي الباحث بضرورة تبني إستراتيجية توظيف النشاط المدرسي في تدريس التربية الإسلامية من قبل معلمي التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية كما توصلت لها الدراسة.
(2)يوصي الباحث بضرورة الاهتمام بتوظيف النشاط المدرسي من قبل مشرفي التربية الإسلامية من خلال تزويد المعلمين بإستراتيجية واضحة شاملة لجميع عناصر المنهج.
(3)يوصي الباحث بضرورة التأكيد على المعلمين نحو الاهتمام بمرحلة التخطيط للتدريس ؛ وضرورة الربط بينها وبين مرحلة تنفيذ التدريس.
(4)يوصي الباحث بأن تكون إستراتيجية النشاط المدرسي في التربية الإسلامية، وخططه وبرامجه مراعية للوقت والجهد والمال ؛ بعيدة عن المبالغة في الشكل والمظهر ؛ وأن يكون المحور الرئيس لإستراتيجية توظيف النشاط المدرسي هو المتعلم .
مقترحات البحث :
يقترح البحث إجراء الدراسات المستقبلية التالية :
(1) واقع التخطيط للنشاط المدرسي في التربية الإسلامية لدى معلمي التربية الإسلامية .
(2) اتجاهات المشرفين التربويين نحو النشاط المدرسي في التربية الإسلامية وعلاقتها بمستوى أداء المعلم .
(3) أثر فصل النشاط المدرسي عن تدريس التربية الإسلامية في مستوى التحصيل الدراسي للطلاب .


المراجع:
(1)  القرآن الكريم.
(2) البخاري، أبو عبد الله البخاري أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة (د . ت) : صحيح البخاري، دار إحياء التراث العربي . مكان الطبع غير مذكور، ج1/ ص 192 .
(3) ابن قيم الجوزية، أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الدمشقي (د . ت) : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة، بيروت ـ لبنان : دار الكتب العلمية .
(4) ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل (1403 هـ) : تفسير القرآن العظيم . بيروت . لبنان . دار المعرفة .
(5) جنزرلي، رياض صالح (1415هـ/1994م) : التربية الإسلامية بين الهدف والغرض والغاية، رسالة الخليج العربي، العدد 51، السنة 15، (ص ص : 15-35) .
(6) الخوالدة، محمد محمود، والطيطي، محمد عقيل (1408هـ/1988م) : دراسة مقارنة بين امتلاك المعلمين لمفاهيم مناهج التربية الإسلامية للصف السادس الابتدائي، وبين اكتساب طلبتهم لها في المدارس الحكومية ووكالة الغوث الدولية في محافظة اربد، مجلة رسالة الخليج العربي، العدد 26، السنة 8 (ص ص : 3-31) .
(7) سعادة، جودت أحمد، وإبراهيم عبد الله محمد (1417هـ/1997م) : المنهج المدرسي في القرن الحادي والعشرين، الكويت، مكتبة الفلاح .
(8) سليمان، ممدوح محمد (1408هـ/1988م): أثر إدراك الطالب المعلم للحدود الفاصلة بين طرائق التدريس وأساليب التدريس واستراتيجيات التدريس في تنمية بيئة تعليمية فعالة داخل الصف، رسالة الخليج العربي، الرياض، مكتب التربية العربي لدول الخليج، العدد الرابع والعشرون، السنة الثالثة، 1408 هـ، 1988 م، ص ص (119 ـ 144) .
(9) الشهري، صالح أبو عراد (1423هـ/2002م) : التوجيه الإسلامي للعلوم التربوية، مجلة كليات المعلمين، المجلد الثاني، العدد الأول، (ص ص : 63-123) .
(10)      عبيدات، ذوقان وآخرون (1999 م) : البحث العلمي : مفهومه أدواته، أساليبه، الأردن، دار الفكر للنشر والتوزيع .
(11)      العوفي، محمد حسن عبد الغني (1415هـ) : مدى استخدام المعلم للنشاط المدرسي في مجال تدريس التربية الإسلامية بالمرحلة الثانوية بمدينة الطائف، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة .
(12)      فان دالين , ديوبولد ب (1984م) : ترجمة محمد نوفل وآخرون، مناهج البحث في التربية وعلم النفس .القاهرة، مكتبة الانجلو .
(13)      قنديل، يس عبد الرحمن (1423هـ/2002م) : عملية المنهج رؤية في تكنولوجيا المنهج المدرسي، الرياض، دار النشر الدولي .
(14)كوجك، كوثر حسين (1997 م) : اتجاهات حديثة في المناهج وطرق التدريس، القاهرة، عالم الكتب.
(15)      اللقاني، أحمد حسين (1989م) : المناهج بين النظرية والتطبيق، دار عالم الكتب، القاهرة .
(16)      المالكي، عبد الرحمن عبد الله محمد (1416هـ) : معوقات تنفيذ نشاط التربية الإسلامية بالمرحلة المتوسطة للبنين بمنطقة الطائف، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة .
(17)       (1418هـ) : النشاطات التربوية في مادة التربية الوطنية، التوثيق التربوي، الرياض، وزارة التربية والتعليم، العدد 39، (ص ص : 68 – 80) .
(18)      مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشري النيسابوري (1403 هـ) : صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت دار الفكر .
(19)      النحلاوي، عبد الرحمن (1990 م) : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع، بيروت، دار الفكر المعاصر .
(20)      هندي، صالح ذياب (1419هـ/1998م) : المفاهيم البيئية في كتب التربية الإسلامية بالمرحلة الثانوية في سلطنة عمان، رسالة الخليج العربي، العدد 67، السنة 19، (ص ص : 17-101) .
(21)      وزارة التربية والتعليم، الإدارة العامة للنشاط الطلابي (1424هـ/1425هـ) : دليل الأنشطة الطلابية للمرحلة الابتدائية، مطابع الحميضي، الرياض .
(22)      وزان، سراج محمد (1412هـ/1992م): مفهوم النشاط المدرسي وتطبيقاته التربوية في تدريس التربية الإسلامية بالمرحلة المتوسطة في مدينة مكة المكرمة، مكتبة الفكر .

















* قام الباحث بعرض الأداة على عدد من الأساتذة وهم: أ.د حامد الحربي، د. يوسف الطاهر، د. عبد العزيز الجهني، د. عبد الحميد حكيم، د. عبد الله الأسمري، ويشكر الباحث جميع المحكمين على ما قاموا به من جهد مشكور.