الأربعاء، 19 فبراير 2014

الإشراف التربوي


الإشراف التربوي           
المحتويات


الباب الأول : الإشراف التربوي.

الفصل الأول : مراحل تطور الإشراف التربوي .

أولا : المراحل التي مرت بها مسؤولية تنفيذ الإشراف التربوي :
·        المرحلة الأولى .           
·        المرحلة الثانية .      
·        المرحلة الثالثة .    
·        المرحلة الرابعة .             
·        المرحلة الخامسة .
ثانيا : العوامل المؤثرة في تشكيل مفهوم الإشراف التربوي وتطوره:
·        الحركة العلمية التقليدية ( تيلور وزملاؤه ) .
·        حركة العلاقات الإنسانية ( ايلتون مايو -  )
·        الحركة العلمية الحديثة .
·        حركة التنمية البشرية .
وبعد :

الباب الأول : الإشراف التربوي.

الفصل الأول : مراحل تطور الإشراف التربوي .

تعود نشأة الإشراف التربوي بصورته الحديثة إلى عام 1654م عندما قام المستوطنون الأروبيون في ولاية ماساشوسيش بإصدار قانون يعطي الحق لأولياء الأمور ومراقبين من جامعة هارفرد في الإشراف على تعيين المعلمين الجدد في مدارس الولاية ، وفق شروط معينة .
وفي عام 1709م صدر قانون في مدينة بوسطن الأمريكية يسمح لأعضاء مجلس منتخب من المواطنين العديين بزيارة المدارس وغرف الدراسة وتفقد الأدوات المدرسية والتفتيش على المعلمين وأساليب تدريسهم .
وفي القرن التاسع عشر اصبحت مسؤولية الإشراف التربوية موزعة بين إدارتين ، هما : إدارة التربية على مستوى الولاية ، وإدارة المنطقة التعليمية.
وفي بداية القرن العشرين وحتى قبيل الحرب العامة الثانية تحولت مسؤولية الإشراف التربوي الأمريكي إلى مديري المدارس والمشرفين التربويين المتخصصين .
وبعد الحرب العامة الثانية ، تطور مفهوم الإشراف التربوي تطورا واضحا كنتيجة حتمية لتطور مفهوم التربية وأهدافها وأساليبها، وتطورت الإدارة التربوية ، وأساليب القيادة التربوية . وأصبحت عملية الإشراف التربوي غير مقيدة بمجال من مجالات العملية التربوية ، بل ترتبط مجميع المجالات التربوية والتفاعلات الناجمة عنها . كما أصبحت مهمة الإشراف التربوي واسعة وشاملة ودور المشرف التربوي الحديث كبيرا في تحقيق أهداف المؤسسة التربوية وتطورها.
فرض هذا الوضع الجديد على المشرف التربوي أن يكون ذا علم ودراية في الحقول التالية : القيادة التربوية ، والإدارة التربوية ، والاتصالات الإنسانية ، والمناهج الدراسية ، وطرق التدريس ، والوسائل والأنشطة التعليمية ، وعلم النفس ، والإشراف التربوي وفلسفته وأهدافه ، والعلاقات الإنسانية ، وأساليب التدريب ، وطرق البحث العلمي.
وبصفة عامة فإن الإشراف التربوي مر بعدة مراحل خلال القرن العشرين ، حيث كان ينظر إليه في بداية الأمر على أنه امتداد للإدارة التربوية ، ثم أصبح أكثر ارتباطا بالمنهج الدراسي وطرق التدريس ، وبعد ذلك ارتبط الإشراف التربوي بحركة العلاقات الإنسانية ، وتبدو الاتجاهات الرئيسة التي مر بها الإشراف التربوي ممثلة في :
·   الإشراف التربوي عملية فنية محضة ، حيث يركز الإشراف جل اهتمامه على تصميم المناهج الدراسية وتطويرها.
·   الإشراف التربوي عملية إدارية ، حيث ينظر إلى الإشراف التربوي على أنه أحد جوانب الإدارة المدرسية.
·   الإشراف التربوي علاقات إنسانية ، حيث ينظر على الإشراف على أنه تعامل بين المشرف التربوي والمعلم مبني على أساسا على مجموعة من العلاقات والنشاطات الإنسانية .
ونتيجة للتطور الكبير في الفكر التربوي وممارساته الميدانية فقد أصبح مفهوم الإشراف التربوي يهتم بجميع عناصر العملية التعليمية والتعلمية والمتمثلة بالمعلم والمناهج الدراسية وطرق التدريس والبيئة المادية والاجتماعية في المؤسسة التعليمية . لذا فإن ما يقوم به المشرف التربوي من أعمال ومهمات حسب المفهوم الحديث للإشراف التربوي ينبغي أن يتصدى لها فريق عمل يستمل على عدد من الخبراء والمستشارين في فروع التربية المتعددة مع عدد كاف من الناسخين والكتبة مزودين بالتقنيات وأساليب الاتصالات الحديثة وكل ما يلزم تنفيذ عملية الإشراف في سبيل بلوغ أهدافها المرسومة بكفاءة عالية.
أولا : المراحل التي مرت بها مسؤولية تنفيذ الإشراف التربوي :
المرحلة الأولى : كانت مسؤولية الإشراف مناطة بمواطنين عاديين.
المرحلة الثانية : كانت مسؤولية الإشراف موزعة بين إدارتين هما : إدارة التربية التابعة لحكومة الولاية ، وإدارة التربية التابعة للمنطقة التعليمية .
المرحلة الثالثة : كانت مسؤولية الإشراف مشتركة بين مدير المدرسة ومشرفين تربويين متخصصين.
المرحلة الرابعة : كانت مسؤولية الإشراف مشتركة بين مدير المدرسة ومشرفين تربويين متخصصين وأخصائيين في المناهج الدراسية ومجموعة من المنسقين ، ومجموعة من الخبراء والاستشاريين.
المرحلة الخامسة : أصبحت مسؤولية الإشراف التربوي موزعة بين الفئات التالية : المعلمين ، ومديري المدارس ، ومشرفين تربويين متخصصين ، واستشاريين في حالات معينة ، ومجموعة من المنسقين ، ومجموعة من الخبراء وأخصائيين في البحث العلمي ، وأخصائيين في العلاقات العامة.

ثانيا : العوامل الأساسية المؤثرة في تشكيل مفهوم الإشراف التربوي وتطوره :

الحركة العلمية التقليدية :

في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، برزت حركة تطويرية في ميدان الصناعة الأمريكية أطلق عليها إدارة الورش ، ثم عرفت بالإدارة العلمية ، ويعد فريدريك تيلور من رواد هذه الحركة ن حيث ركز دراساته وأبحاثه على شركات الحديد والصلب الأمريكية.

أسس ومبادئ الحركة العلمية التقليدية :

·        أن العاملين لم يحاولوا إطلاقا رفع كفايتهم الإنتاجية لعدم وجود دافع قوي يحفزهم على زيادة الجهد.
·   أن أجر الفرد في المؤسسة يحدد حسب وظيفته وأقدميته وليس حسب قدراته وخبراته ومهاراته الإنتاجية ، فأدى ذلك إلى هبوط مستوى أداء الفرد النشيط إلى مستوى أداء الفرد غير النشيط ، ما دام يحصل على نفس الأجر.
·   جهل الإدارة بمقدار الوقت اللازم لإنجاز العمل المطلوب مما أدى إلى زيادة الفاقد في العمل وارتفاع تكلفته.
·    جهل رجال الإدارة بالنظم الواجب اتباعها لتنظيم العلاقة بين العمل والعاملين ، والطرق الواجب استخدامها للحد من التلاعب وضياع الوقت.
·        اعتقاد بعض العاملين أن زيادة إنتاجيتهم سوف تتسبب في فصل عدد منهم عن العمل.

 أهم تأثيرات الإشراف التربوي بمبادئ الحركة العلمية :

تأثر الإشراف التربوي بمبادئ الحركة العلمية بشكل واضح ، ومن تلك التأثيرات :
·   أصبحت مسؤولية التخطيط بيد المشرف التربوي والقياديات التربوية الأخرى ، وأسندت للمعلم مهمة تنفيذ العمل التربوي ، وأصبح المعلم متلقيا لما يمليه عليه المشرف التربوي من توجيهات وإرشادات ، ومنفذا لسياسات وخطط المديرين والمشرفين التربويين.
·        تم منح المشرف التربوي سلطة ونفوذ كبيرين في تحديد أساليب تحسين مستوى أداء المعلم وتطويره.
·   منحت الأنظمة والقوانين في مجال التربية والتعلم ثقة كبيرة في توجيه الممارسات الميدانية ، فأصبح المشرف التربوي يهتم كثيرا بمتابعة المعلمين للتأكد من تطبيقهم لأنظمة التعليم بالمدارس ، والسير بموجبها خطوة خطوة.
·   أصبح المعلم يؤدي دوره التعليمي التعلمي بطريقة " روتينية " رتيبة وبعيدة عن روح الابتكار والتجديد ، وذلك نتيجة لتقييده بأساليب عمل محددة بدقة لا يمكن أن يحيد عنها.
·   أصبح المنفذون ( المعلمون ) للعملية التعليمية مرتبطين بشكل رأسي ومباشر بالمخططين ذوي المراتب الأعلى في نظام التعليم ن وكان ذلك نتيجة لتطبيق المركزية في اتخاذ القرار التربوي في المؤسسة التربوية.
·   أصبحت العلاقة بين المشرف التربوي والمعلم علاقة رئيس ومرؤوس ، وعلى المرؤوس ( المعلم ) التقيد بتوجيهات الرئيس ( المشرف التربوي ) والامتثال لأوامره.
·         أوجه النقد الوجهة إلى فكر ( تيلور ) الخاص بالإدارة العلمية :
·   عدم إتاحة الفرصة للعمال بالاشتراك في عملية التخطيط للعمل ، أدى إلى عزلة العمال وشعورهم بضعف الانتماء لمؤسسة الإنتاج .
·         تجاهل الفروق الفردية بين العاملين نتيجة الأسلوب المثالي في إنجاز العمل.
·        ضعف العلاقات الإنسانية داخل مؤسسات الإنتاج .
·   تقييد الحرية الفردية لدى العاملين نتيجة لميل الإدارة العلمية إلى استخدام الأساليب السلوطوية " الدكتاتورية " في التعامل.

ومن إيجابيات الإدارة العلمية التقليدية :

1)  أنها أدخلت إلى ميدان الصناعة مبادئ جديدة وفلسفة جديدة في العلاقة بين الإدارة والعاملين ، عالجت الكثير من المشاكل الصناعية التي تولدت عن الثورة الصناعية الأولى .
2)  حشدت الطاقات والعقول ضد استغلال الإنسان لأخيه الإنسان ، وبلورت اتجاها جديدا يدعو إلى تقدير الإنسان والرفع من شانه أينما كان . ويتمثل هذا الاتجاه الجديد في حركة العلاقات الإنسانية .

حركة العلاقات الإنسانية :

تعد ميري فوليت ( 1868-1933م )، أول من اهتم بدراسة النواحي الإنسانية ، إلا أن بداية حركة العلاقات الإنسانية تعود إلى إيلتون مايو . إذ تعتبر دراسات وأبحاث مايو وزملاؤه في شركة كهرباء الغربية بالولايات المتحدة الأمريكية هي البداية الحقيقية لظهور حركة العلاقات الإنسانية . وينظر إلى مفهوم العلاقات الإنسانية على أنه حفز العاملين في التنظيم ، ودفعهم إلى ذلك ، لإشاعة روع الفريق بينهم ، وإشباع حاجاتهم ، وتحقيق أهداف التنظيم بفاعلية ، وتستهدف :

·        أن تعمل على تنمية روح التعاون بين الأفراد والمجموعات في محيط العمل .

·        أن تحفز الأفراد والمجموعات إلى الإنتاج .

·        أن تمكن الأفراد من إشباع حاجاتهم الاقتصادية والنفسية والاجتماعية .

الحركة العلمية الحديثة :

جاءت الحركة العلمية الحديثة وتطبيقها في مجال التربية عموما ، والإشراف التربوي بشكل خاص ، كرد فعل ضد ممارسات حركة العلاقات الإنسانية ، خاصة فيما بدور المعلم داخل حجرة الصف . وتعتبر الحركة العلمية الحديثة امتدادا للنظرية العلمية التقليدية التي قادها تيلور ، وتشترك الحركتان العلميتان في الأبعاد الثلاثة التالية : السيطرة ، تحمل المسؤولية ن ومستوى الكفاية . وركزن الحركة العلمية الحديثة في مجال الإشراف التربوي على الأمور الثلاثة التالية : الكفايات اللازمة للمعلم والمشرف التربوي ومدير المدرسة . ومستوى الأداء والإنجاز ، وتحليل العلاقة بين تكلفة العمل وفائدته أو مردوده الاقتصادي.
ويرى أصحاب الحركة العلمية الحديثة أن حركة العلاقات الإنسانية لم تهتم كثيرا بطبيعة العمل التربوي ، ولم تحدد بوضوح الأهداف المراد تحقيقها . لذا أسهمت الحركة العلمية الحديثة في تحليل العمل إلى أجزاء صغيرة أو كفايات ( مهارات ) تعليمية لازمة لعمل المعلم والمشرف التربوي ومدير المدرسة ، وحددت مستويات الإنجاز المطلوبة في العمل التربوي . كما أسهمت في وضع ضوابط دقيقة لقياس مستوى العمل التربوي مثل أدوات ملاحظة التدريس ، وقوائم الكفايات التعليمية اللازمة للمعلم ولجميع العاملين في حقل التعليم.
ولم  تعد الحركة العلمية الحديثة كسابقتها في عدم مراعاة العلوم الإنسانية ن بل أصبحت تؤمن باستخدام أساليب علمية مناسبة لطبيعة التربية والإشراف التربوي . ولكون الحركة العلمية الحديثة متأثرة كثيرا بالمدرسة السلوكية ، فإنها ترى أن دوافع المعلم للعمل هي خارجية وليست نابعة من داخل المعلم .
تعقيب :
مما سبق يتضح أن جميع هذه الحركات : الحركة العلمية التقليدية وحركة العلاقات الإنسانية ، والحركة العلمية الحديثة تشترك في عدم القناعة بقدرات المعلم ونقص الثقة في إمكانية إشراكه بأنشطة المدرسة وبرامجها . مما جعل أنظار المهتمين بمجال الإشراف التربوي والإدارة التربوية تتجه إلى الاستفادة من إيجابيات الحركات العلمية والعلاقات الإنسانية في تنمية الموارد البشرية مع العناية والاهتمام بالقدرات والإمكانات الخاصة للعاملين في حقل التربية والتعليم .

حركة التنمية البشرية :

ومن منظور هذه الحركة أصبحت مهمة المشرف التربوي هي مساعدة العاملين في المؤسسات التربوي ، ورفع مستوى مهاراتهم وفاعليتهم إلى أقصى درجة ممكنة . ويرى أصحاب حركة التنمية البشرية ضرورة الدمج والتنسيق بين حاجات العاملين كأفراد وحاجات العمل المدرسي كمؤسسة . كما يرى أصحاب هذه الحركة أن نمو وتطور التعليم مرتبط بدرجة كبيرة بمستوى فاعلية منسوبيه كأفراد وجماعات.
الأسس التي تقوم عليها الممارسات الإشرافية في ضوء حركة التنمية الإشرافية :

·        يرغب المعلمون في تحقيق الأهداف المهمة بدرجة عالية من الفاعلية والإبداع.

·   أن معظم المعلمين قادرون على ممارسة المسؤولية ، والمبادأة ، والإبداع بشكل أفضل مما يؤدون به أعمالهم حاليا.

·   يساعد المشرف التربوي جميع المعلمين على كيفية استثمار طاقاتهم وقدراتهم إلى أقصى درجة ممكنة في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة.

·   يشجع المشرف التربوي جميع المعلمين على المشاركة الفاعلة في اتخاذ القرارات المهمة و" الروتينية " البسيطة على حد سواء.

·   أن وجود مستوى اتخاذ القرارات نسهم في تحسين مستوى المشرفين التربويين والمعلمين معا إلى أعلى درجة ممكنة خاصة في الجوانب التالية : التفكير الإبداعي ، والخبرة ، وتنمية القدرات الخلاقة.

·   يشجع المشرف التربوي زملاءه المعلمين على تحمل المسؤولية الكاملة في التوجيه الذاتي وضبط النفس من أجل تحقيق الأهداف التي أسهم الجميع في صنعها.

الفصل الثاني : طبيعة الإشراف التربوي وأهم أهدافه.

مقدمة :
أولا : مفاهيم الإشراف التربوي .
ثانيا : خصائص الإشراف التربوي .
ثالثا : أهمية الإشراف التربوي .
رابعا : أهداف الإشراف التربوي .
وبعد :

الباب الأول  : الإشراف التربوي.

الفصل الثاني : المفاهيم – الخصائص – الأهمية الأهداف.

أولا : مفاهيم الإشراف التربوي .

مفهومه : عملية ضبط وتطوير وارتقاء ( خبرات ، دورات ). أي ضبط  المسار ( التأكد من سير البرامج التعليمية ) ¬ المتابعة ، التحسين       ( التعليم ، البيئة ، المدرسة  ، الموارد المادية ، أداء العمل )
تتعدد تعريفات الإشراف التربوي ، ومن أبرزها :
1-  "الإشراف التربوي خدمة فنية تقوم على أساس من التخطيط السليم الذي يهدف إلى تحسين عملية التعليم.
2-  "الإشراف التربوي خدمة فنية تعاونية تهدف إلى دراسة الظروف التي تؤثر في عمليتي التربية والتعليم، والعمل على تحسين هذه الظروف بالطريقة التي تكفل لكل تلميذٍ النمو المطرد وفق ما تهدف إليه التربية المنشودة".
3-  " عملية الاتصال والتفاعل بين متخلف أطراف العملية التربوية وعناصرها تحقيق فرص تعلم مناسبة للطلاب وفرص نمو لسائر الأطراف".
4- " عملية توجيه وتقويم للعملية التعليمية بقصد تزويد التلاميذ بخدمات أفضل ".
5-  هو عملية فنية غايتها تحسين وتطوير العملية التعليمية والتربوية بكافة محاورها.
ومما سبق تمكننا تحديد الوظائف والمهام الأساسية و النشاطات الإشرافية التالية :
الأشراف عملية فنية شورية قيادية إنسانية شاملة غايتها تقويم وتطوير العملية التعليمية والتربوية بكافة محاورها  
فهو عملية فنية: تهدف إلى تحسين التعليم والتعلم من خلال رعاية وتوجيه وتنشيط النمو المستمر لكل من الطالب والمعلم والمشرف، وأي شخص آخر له أثر في تحسين العملية التعليمية فنياً كان أم إدارياً.
وهو عملية شورية: تقوم على احترام رأى كل من المعلمين، والطلاب، وغيرهم من المتأثرين بعمل الإشراف ، والمؤثرين فيه، وتسعى هذه العملية إلى تهيئة فرص متكاملة لنمو كل فئة من هذه الفئات وتشجيعها . على الابتكار والإبداع.
وهو عملية قيادية: تتمثل في المقدرة على التأثير في المعلمين، والطلاب، وغيرهم، ممن لهم علاقة بالعملية التعليمية لتنسيق جهودهم من أجل تحسين تلك العملية أو تحقيق أهدافها.
وهو عملية إنسانية: تهدف قبل كل شيء إلى الاعتراف بقيمة الفرد بصفته إنساناً، لكي يتمكن المشرف من بناء صرح الثقة المتبادلة بينه وبين المعلم، وليتمكن من معرفة الطاقات الموجودة لدى كل فرد يتعامل معه في ضوء ذلك.
وهو عملية شاملة: تعنى بجميع العوامل المؤثرة في تحسين العملية التعليمية وتطويرها ضمن الإطار العام لأهداف التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية.

ثانيا خصائص الإشراف التربوي :

يتميز الإشراف التربوي الحديث بالخصائص الآتية:
1- إنه عمية قيادية تتوافر فيها مقومات الشخصية القوية التي تستطيع التأثير في المعلمين والطلاب وغيرهم ممن لهم علاقة بالعملية التربوية، وتعمل على تنسيق جهودهم، من أجل تحسين تلك العملية وتحقيق أهدافها.
2- إنه عملية تفاعلية تتغير ممارستها بتغير الموقف والحاجات التي تقابلها ومتابعة كل جديد في مجال الفكر التربوي والتقدم العلمي.
3- إنه عملية تعاونية في مراحلها المختلفة (من تخطيط وتنسيق وتنفيذ وتقويم ومتابعة) ترحب باختلاف وجهات النظر، مما يقضي على العلاقة السلبية بين المشرف والمعلم، وينظم العلاقة بينهما لمواجهة المشكلات التربوية وإيجاد الحلول المناسبة.
4- إنه عملية تعنى بتنمية العلاقات الإنسانية والمشاركة الوجدانية في الحقل التربوي، بحيث تتحقق الترجمة الفعلية لمبادئ الشورى والإخلاص والمحبة والإرشاد في العمل، والجدية في العطاء، والبعد عن استخدام السلطة وكثرة العقوبات وتصيد الأخطاء،. الخ.
5- إنه عملية علمية لشجع البحث والتجريب والإبداع، وتوظف نتائجها لتحسين التعليم،وتقوم على السعي لتحقيق أهداف واضحة قابلة للملاحظة والقياس.
6- إنه عملية مرنة متطورة تتحرر من القيود الروتينية، وتشجع المبادرات الإيجابية، وتعمل على نشر الخبرات الجيدة والتجارب الناجحة، وتتجه إلى مرونة العمل وتنويع الأساليب .
 7- إنه عملية مستمرة في سيرها نحو الأفضل، لا تبدأ عند زيارة مشرف وتنقضي بانقضاء تلك الزيارة، بل يتمم المشرف اللاحق مسيرة المشرف السابق .
8- إنه عملية تعتمد على الواقعية المدعمة بالأدلة الميدانية والممارسة العملية، وعلى الصراحة التامة في تشخيص نواحي القصور في العملية التربوية.
9- إنه عملية تحترم الفروق الفردية بين المعلمين وتقدرها، فتقبل المعلم الضعيف أو المتذمر، كما تقبل المعلم المبدع والنشيط .
10- إنه عملية وقائية علاجية هدفها تبصير المعلم بما يجنبه الخطأ في أثناء ممارسته العملية التربوية، كما تقدم له العون اللازم لتخطي العقبات التي قد تصادقه في أثناء عمله .
11- إنه عملية تهدف إلى بناء الإشراف الذاتي لدى المعلمين .
12- إنه عملية شاملة تعنى بجميع العوامل المؤثرة في تحسين العملية التعليمية وتطوير ضمن الإطار العام لأهداف التربية والتعليم .
13- إنه وسيلة هامة لتحقيق أهداف السياسة التعليمية خاصة وأهداف التربية عامة .

ثالثا أهمية الإشراف التربوي :

1-  التربية لم تعد محاولات عشوائية، أو أعمالاً ارتجالية، لكنها عملية منظمة لها نظرياتها ولها مدارسها الفكرية المتعددة، والتي تسعى جميعها إلى الرقي بالإنسان.
2- الإنسان بطبيعته يحتاج إلى المساعدة والتعاون مع الآخرين، ومن هنا تنبع حاجة المعلم المشرف التربوي كونه مستشاراً مشاركاً، فضلاً عن أن عمل المشرف التربوي يكمل في كثير من جوانبه عمل المعلم ويتممه.
3- إن التحاق عدد من غير المؤهلين تربوياً للعمل في مهنة التدريس يتطلب وجود مخطط ومدرب ومرشد، وهذا يتحقق في المشرف التربوي.
4- اصطدام عديد من المعلمين القدامى المؤهلين تربوياً بواقع قد يختلف في صفاته وإمكانا عما تعلموه في مؤسسات إعداد المعلمين.
5- تشير الملاحظة اليومية والخبرة إلى أن المعلم المبتدئ. مهما كانت صفاته الشخصية. واستعداده وتدريبه، يظل في حاجة ماسة إلى التوجيه والمساعدة وذلك من أجل:

·        التكيف مع الجو المدرسي الجديد، وتقبل العمل بجميع أبعاده ومسؤولياته.

·        تنمية اتجاهات وعلاقات إنسانية طيبة مع إدارة المدرسة، ومع الطلاب، ومع زملائه في العمل.

·        تعرف الصورة الكلية للمنهج الذي سيدرسه، والأهداف المطلوب منه تحقيقها.

·   التغلب على مشكلات المحافظة على النظام وضبط الطلبة وعلاجها، بل والعمل استثارة اهتمامهم وحفزهم إلى الإقبال على الدراسة.

·   المساعدة على تشخيص مشكلات الطلبة، وإيجاد حلول للمعوقات الأخرى التي تعترض سبيل العملية التعليمية.

·   تعرف وسائل التقويم المناسبة، وتبين أهمية التقويم المستمر في التدريس، والتأكد من مدى تحقيق أهداف التدريس.

6- وجود المعلم القديم الذي لم يتدرب على الاتجاهات المعاصرة والطرق الحديثة في التدريس يؤكد الحاجة إلى عملية الإشراف، وذلك لتوضيح فلسفة التطوير الأدائي ومبرراته أمام المعلم الذي مازال متمسكاً بالأساليب التقليدية التي اعتاد عليها في عملية للتدريس، ذلك لأن مثل هذا المعلم عادة ما يزال يقاوم كل تغيير وتطوير في البرامج التعليمية حتى يعي أهدافه ومبرراته وتقنياته.
7- وحتى المعلم "المتميز في أدائه " يحتاج في بعض الأحيان إلى الإشراف، ولا سيما عند تطبيق أفكار جديدة، حيث يرحب دائماً بمقترحات المشرف وبزياراته الصفية أكثر من المعلم الأقل خبرة لأنه لا يخشى نقده، ويستطيع المشرف التربوي استغلال كفاءة المعلم المتميز عن طريق تكليفه إعطاء درس توضيحي (نموذجي)، أو توضيح إجراء عملي أمام المعلمين الأقل اقتداراً أو خبرة، حيث يسر هذا المعلم عادة بهذا التكليف الذي يهيئ له الفرصة لإظهار مقدرته وفعاليته، ويؤدي درسه بمتعة تظهر آثارها في تعاونه مع المشرف ومع أقرانه المعلمين.
    يتضح مما تقدم أن الإشراف التربوي ضرورة لازمة للعملية التربوية، فهو الذي يحدد الطرق ويرسمها، وينير السبل أمام العاملين في الميدان، لبلوغ الغايات المنشودة، بل إن نجاح عملية التعليم والتعلم أو فشلها، وكذلك ديناميتها أو جمودها، يعتمد ذلك كله على وجود مشرف تربوي ناجح أو عدم  وجوده، يقوم بتنفيذ مهام الإشراف التربوي ويعمل على تحقيق أغراضه، و المشرف الذي تريده التربية ينطلق من منطلقات حية و ثابتة ومجربة، أهمها:
1- التأهل التربوي الجيد.
2- الخدمة العملية والممارسة الميدانية ذات الأصول التربوية .
3- حب المهنة حبا يجعله يخلص فيها مثرياً العملية التعليمية .
4- الانتماء لعمله وتركيز انتباهه فيه، والإقبال عليه برغبة

رابعا : أهداف الإشراف التربوي  :

1- رصد الواقع التربوي، وتحليله، ومعرفة الظروف المحيطة به، و الإفادة من ذلك في التعامل مع محاور العملية التعليمية والتربوية.
2- تطوير الكفاءات العلمية والعملية لدى العاملين في الميدان التربوي وتنميتها.
3- تنمية الانتماء لمهنة التربية والتعليم والاعتزاز بها، و إبراز دورها في المدرسة والمجتمع.
4- التعاون والتنسيق مع الجهات المختصة للعمل في برامج الأبحاث التربوية والتخطيط وتنفيذ وتطوير برامج التعليم، و التدريب، و الكتب، و المناهج، وطرق التدريس، ووسائل التدريس المعنية.
5- العمل على بناء جسور اتصال متينة بين العاملين في حقل التربية والتعليم، تساعد نقل الخبرات والتجارب الناجحة في ظل رابطة من العلاقات الإنسانية، رائدها الاحترام المتبادل بين أولئك العاملين في مختلف المواقع.
6- العمل على ترسيخ القيم والاتجاهات التربوية لدى القائمين على تنفيذ العملية التعليمية في الميدان.
7-تنفيذ الخطط التي تضعها وزارة المعارف بصورة ميدانية.
8- النهوض بمستوى التعليم وتقوية أساليبه للحصول على أفضل مردود للتربية.
9- إدارة توجيه عمليات التغير في التربية الرسمية ومتابعة انتظامها للعمل على تأصيلها في الحياة المدرسية وتحقيقها  للآثار المرجوة.
10- تحقيق الاستخدام الأمثل للإمكانات المتاحة بشرياً ، وفنياً ، ومادياً ، ومالياً ، حتى استثمارها بأقل جهد وأكبر عائد .
 11- تطوير علاقة المدرسة مع البيئة المحلية من خلال فتح أبواب المدرسة للمجتمع، للإفادة منها وتشجيع المدرسة على الاتصال بالمجتمع لتحسين تعلم التلاميذ.
 12- تدريب العاملين في الميدان على عملية التقويم الذاتي وتقويم الآخرين .



الباب الأول : الإشراف التربوي.

الفصل الثالث : أنماط الإشراف التربوي .

أولا : نمط الإشراف التربوي العيادي :

·           النشأة والمفهوم .

·        مبررات الإشراف العيادي .

·        المسلمات التي يقوك عليها الإشراف العيادي .

·        أهداف الإشراف العيادي .

ثانيا : نمط الإشراف التربوي المتنوع :

·          النشأة والمفاهيم.

·          أساليب الإشراف المتنوع .

الإشراف التربوي العيادي .

الإشراف التربوي التعاوني .

الإشراف التربوي الذاتي .

الإشراف التربوي الإداري .

·          المصادر الرئيسة للإشراف التربوي المتنوع .

·          المبادئ العامة للإشراف التربوي المتنوع .

·          مميزات الإشراف التربوي المتنوع .

·          مآخذ الإشراف التربوي المتنوع .

وبعد :

الباب الأول : الإشراف التربوي.

الفصل الثالث : أنماط الإشراف التربوي .

أولا : نمط الإشراف التربوي العيادي :

أ‌-       النشأة والمفاهيم :

بدأت فكرة الإشراف التربوي العيادي في أواخر الخمسينات من القرن العشرين الميلادي ، على يد فريق من المشرفين على تدريب الطلبة في جامعة هارفرد الأمريكية ، ويرأس ذلك الفريق موريس كوجان . وبالرغم من أن الإشراف العيادي بدأ مرتبطا بتدريب الطلبة المعلمين ، إلا أنه سرعان ما اتجه إلى الاهتمام بتدريب المعلمين أثناء الخدمة ، من خلال برنامجين هما : برنامج هارفرد – ليكستجتون ، وبرنامج هارفرد – بوسطن ، وذلك بهدف تحسين التدريس الصفي.
ويمثل الإشراف العيادي أحد الأنماط الإشرافية الحديثة التي تؤكد بقوة على المهارات التعليمية وطرق وأساليب التدريس ، بهدف نحسين التعليم من خلال الملاحظة الصفية الفاعلة والمباشرة من قبل المشرف التربوي .
وأشار اجيسون وجيل إلى أن الإشراف العيادي يهتم بالتفاعل المبني على التفاهم ، بدلا من الأساليب السلطوية ، وينظر للمعلم على أنه محور العملية الإشرافية بدلا من أن يكون المشرف هو محور العملية الإشرافية .
عرف ويلر الإشراف العيادي على أنه التركيز على تحسين التعليم من خلال المرور بحلقات متصلة من : التخطيط ، والملاحظة ، والتحليل العقلي الشامل لأداء العملية التعليمية في الواقع الفعلي ، لبلوغ التعديل المناسب والمعقول في السلوك.
أما كوجان فيرى أن الإشراف العيادي هو : عملية تحسين سلوك المعلمين الصفي ، عن طريق جمع وتسجيل كل ما يدور في حجرة الصف من تفاعل بين المعلم وتلاميذه ، خلال الممارسة الفعلية للعملية التعليمية التعلمية.

ب- مبررات الإشراف العيادي :

·        عدم كفاية التربية قبل الخدمة في مجال التعليم.
·   الممارسات الخاطئة السائدة في برامج الإشراف التربوي بأساليبها وطرقها وأدواتها ، وما ينشأ عنها من علاقات سلبية بين أطراف العملية الإشرافية .
·        تلاحق المستحدثات التعليمية التعلمية والتحديات التربوية ، وكثرتها كما ونوعا.

ج- المسلمات التي يقوك عليها الإشراف العيادي :

من أهم تلك المسلمات والمرتكزات ما يلي :

·            تحسين التدريس يتطلب أن يكتسب المعلمون مهارات عقلية وسلوكية محددة.

·         عمل المشرف التربوي الأساس هو أن يكتسب المعلمون المهارات التالية :
·        مهارات تحليل عملية التدريس عن طريق الإدراك التحليلي.
·        مهارات تحليل عملية التدريس المبنية على أدلة واضحة من خلال الملاحظة.
·        مهارات في تجديد المناهج وكيفية تطبيقها وتجربتها في الميدان.
·        مهارات أداء التدريس.
·    يركز الإشراف العيادي على ماذا ؟ وكيف ؟ يدرس المعلم ، وذلك بغرض تحسين التدريس ، وليس تغيير شخصية المعلم.
·         يركز الإشراف العيادي على التخطيط والتحليل المبني على الشواهد والأدلة للملاحظة .
·         يركز الإشراف العيادي على عدد قليل من القضايا التعليمية المهمة والقابلة للتغيير.
·    يقوم الإشراف العيادي على التحليل الدقيق ، والتشجيع للأنماط السلوكية الناجحة ، بدلا من التركيز على الأنماط السلوكية غير الناجحة ، " البدء بالإيجابيات ".
·    يبنى الإشراف العيادي على شواهد وأدلة تمت ملاحظتها بدقة وعناية ، وليس على مجرد أحكام شخصية.
·    تمثل العمليات التالية : تخطيط ، وتدريس ، وتحليل سلسلة من الحلقات الداشرية المتصلة والمستمرة ، والتي تبنى كل واحدة منها على خبرات سابقتها.
·    عملية الإشراف هي عملية حيوية تتصف بالمرونة والعلاقات الإنسانية الحميمة بين أعضائها من مشرف ومعلمين ، بقصد التوصل إلى فهم مشترك لبعض القضايا التربوية المهمة.
·        الممارسة الإشرافية ترتكز أساسا على التفاعل اللفظي المبني على تحليل عملية التدريس .
·   يمتلك المعلم الحربية والمسؤولية في المبادأة في النقاش وطرح الموضوعات المهمة ، وتحليل التدريس وتحسينه ، وتطوير أسلوبه الشخصي في التدريس.
·        ترتكز عملية الإشراف في أساس على عمليات إدراكية معقدة وتحليل منطقي وأنشطة تطوير العمل.
·   يمتلك المشرف التربوي الحرية والمسؤولية في تحليل وتقويم عمله الإشرافي ، مثله في ذلك مثل المعلم الذي يتمتع بالحرية والمسؤولية في تحليل وتقويم تدريسه.

د- أهداف الإشراف العيادي :

وتبدو الأهداف التفصيلية للإشراف العيادي ممثلة في :
·        تقديم تغذية راجعة موضوعية للمعلمين عن واقع تدريسهم.
·        تشخيص المشكلات التدريسية التي تواجه المعلم في حجرة الصف ، وحلها.
·        مساعدة المعلمين على تطوير مهاراتهم في كيفية استعمال أساليب التدريس المناسبة.
·        تقويم المعلمين بقصد العزيز ، أو لأغراض أخرى.
·        مساعدة المعلمين على تطوير اتجاهات إيجابية نحو حلقات التطوير المهني المستمرة.

ثانيا : نمط الإشراف التربوي المتنوع :

أ‌)         النشأة والمفاهيم.

نظرا لخبرة جلاتهورن الطويلة والثرية في مجال التربية والتعليم كمعلم ومدير مدرسة ومشرف تربوي وأستاذ جامعي ، فإنه يرى ضرورة إتاحة الفرصة للمعلم لاختيار الأسلوب الإشرافي المناسب له .ويعتقد جلاتهورن أن الأساليب الإشرافية  التالية تقابل جميع  أذواق المعلمين في ميدان التربية والتعليم :
·        الإشراف التربوي العيادي .
·        الإشراف التربوي التعاوني .
·        الإشراف التربوي الذاتي .
·        الإشراف التربوي الإداري .
علما أن هذه الأساليب الإشرافية الأربعة لبست من ابتكارات جلاتهورن ، بل هي أساليب إشرافية معروفة من قبل أن يعرف نمط الإشراف التربوي المتنوع . إلا أن جلاتهورن استطاع أن يجمع هذه الأساليب الإشرافية الأربعة تحت مظلة الإشراف التربوي المتنوع.
وبناء على خبرات جلاتهورن الميدانية والنظرية ، فيرى الآتي :
1)أن الإشراف التربوي العيادي يناسب 10% من المعلمين في الميدان.
2) أن الإشراف التعاوني يناسب 20% من المعلمين في الميدان.
3) أن الإشراف الذاتي يناسب 10% من المعلمين في الميدان.
4) أن الإشراف الإداري يناسب 60% من المعلمين في الميدان.

ب)   أساليب الإشراف المتنوع :

وفيما يلي عرض لكل أسلوب من أساليب الإشراف التربوي المتنوع :

·        الإشراف التربوي العيادي :

يعد الإشراف العيادي أحد أهم الأساليب التي يقوم عليها الإشراف التربوي المتنوع . ومن الأمور التي نرى أن جلاتهورن يعتقد أن استخدام الإشراف العيادي مع جميع المعلمين أمر لا يقره الواقع ، ولا تؤيده نتائج البحث العلمي . ويؤكد جلاتهورن على أن الإشراف التربوي العيادي يناسب فئتين من المعلمين هما : المعلمون الجدد ، والمعلمون الذين يعانون من مشكلات معقدة أثناء أدائهم لمهامهم الموكلة لهم. وتشكل نسبة هؤلاء المعلمين 10% فقط من مجموع المعلمين في الميدان .

·        الإشراف التربوي التعاوني :

ترجع بداية الإشراف التعاوني إلى التطبيقات التي قام بها ماكجور وزملاؤه عام 1958م في مدرسة تجريبية تابعة لجامعة شيكاغو الأمريكية.
ويقصد بالإشراف التعاوني " إتاحة الفرصة لمجموعة صغيرة متجانسة من المعلمين للعمل معا من أجل تحقيق النمو المهني لجميع أفراد المجموعة ، وذلك باستخدام أسلوب الملاحظة الصفية وتقديم تغذية راجعة ، ثم إجراء المناقشات حولها من قبل مجموعة المعلمين". ويطلق على هذا النوع من الإشراف التربوي أحيانا إشراف الأقران ، أو إشراف الزملاء.
ومن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى وجود الإشراف التعاوني هو قلة عدد زيارات المشرف التربوي للمعلمين ومتابعتهم ، حيث أشارت بعض الإحصاءات إلى أن بعض المعلمين لا يحصلون إلا على زيارة واحدة خلال عام دراسي كامل ، وبالتالي فإن الإشراف التعاوني سوف يسهم في تخفيف العبء الملقى على عاتق المشرف التربوي.
إن هذا النوع من الإشراف التربوي لا يصلح لجميع المعلمين ، بل هو مناسب فقط للمعلمين الأكفاء المتميزين وأصحاب الخبرة النظرية والعملية . ويشترط في من سوف يستخدم الإشراف التعاوني بعض المهارات منها : معرفة استخدام أساليب الملاحظة الصفية المباشرة وغير المباشرة ، وكيفية تحليل البيانات والمعلومات وتصنيفها ومناقشتها من أجل التوصل إلى قرارات تخدم العملية التعليمية التعلمية .
ومن خصائص الإشراف التعاوني ما يلي :
·   العلاقة بين أفراد المجموعة هي علاقة غير رسمية ، وأن عدد أفراد المجموعة لا يزيد عن ثلاثة أفراد.
·   تتم ملاحظة كل معلم في فصله مرتين على الأقل ، باستخدام أدوات ملاحظة موثوقة النتائج ، ثم يعقد لقاء لمناقشة ما تمت ملاحظته.
·   تتم الزيارة الصفية وملاحظة التدريس وتقديم التغذية الراجعة ومناقشة جميع الأمور دون تدخل مباشر من قبل المشرف التربوي أو مدير المدرسة .
·   عمل أفراد المجموعة هدفه تطوير إمكانات المعلمين وقدراتهم المهنية وعليه فإن المعلومات الخاصة بالمعلمين لا تقدم للمشرف التربوي من أجل استخدامها في عملية التقويم النهائي.
ومن معوقات استخدام الإشراف التعاوني ما يلي :

·        عدم كفاية الوقت المتاح للمعلم أثناء الدوام الرسمي .

·        عدم توافر الأماكن المناسبة في المباني المدرسية لعقد اللقاءات.

·        نظام التعليم يشجع المعلم على العمل بمفرده ، لذلك فهو يتجنب العمل الجماعي .

·        يقوم الإشراف التعاوني على عدد من المعارات الضرورية التي لا تتوفر لدى الكثير من المعلمين.

·        عدم مناسبة الإشراف التعاوني للمعلم الجديد والضعيف وغير المؤهل تربويا.

·        الإشراف التربوي الذاتي :

عرف جلاتهورن الإشراف الذاتي على أنه إجراءات محددة يقوم بها المعلم بمفرده بهدف تطوير طاقاته وإمكاناته المهنية. وفيما يلي عدد من النقاط لإيضاح مفهوم الإشراف الذاتي:

·        يعمل المعلم مستقلا بمفردة من أجل تطوير نفسه ذاتيا في مجال المهنة.

·        يحدد المعلم أهدافا خاصة ببرنامج نموه المهني .

·        لا تستخدم نتائج الإشراف الذاتي في تقويم أداء المعلم.

ويبنى الإشراف الذاتي على أسس منها :
أ) الاحتياجات الفردية للمعلم.
ب) دلت نظرية تعليم الكبار على :
1- حاجة الكبار للتوجيه الذاتي :
2- أن الفروق الفردية بين الناس تزداد يتقدم العمر.
ج)  طبيعة مهنة التعليم فرضت على أصحاب المهنة ضرورة اتخاذ القرارات وتحمل الأمانة والمسؤولية.
د) ويعد الإشراف الذاتي أحد الأنواع المناسبة لفئة معينة من المعلمين الذين يتصفون بالأمانة والخبرة والكفاءة العالية والإدراك العميق لأهداف الإشراف الذاتي ومنطلقاته.
ومن معوقات استخدام الإشراف الذاتي ما يلي :
·        عدم إلمام بعض المعلمين بأساليب التقويم الذاتي وأدواته.
·        عدم قدرة بعض المعلمين على تحليل العملية التعليمة إلى عناصرها الأساسية.
·        عدم معرفة بعض المعلمين بأهداف الإشراف الذاتي وأسسه النظرية .
·        تدني مستوى تحمل مسؤولية بعض المعلمين في توجيه نفسه بنفسه.
·        عدم واقعية بعض المعلمين في النظرة إلى مستوى أدائهم المهني.

·        الإشراف التربوي الإداري :

يمثل الإشراف الإداري أحد أنواع المراقبة الإدارية التي يقوم بها مدير المدرسة أو وكيله ، عن طريق زيارة ( لا تقل عن خمس دقائق ولا تزيد على عشر دقائق ) سريعة للمعلم في الفصل أثناء تدريسه لطلابه.
ويهدف إلى تحسين أداء المعلمين وتطوير قدراتهم العلمية والمهنية ، ويمكن لمدير المدرسة أن يستخدم الإشراف الإداري بأحد الخيارين : الخيار الأول هو أن يقدم هذا الإشراف للمعلمين الذين لم يحصلوا على أي نوع من أنواع الإشراف المتنوع ( العيادي والتعاوني والذاتي ). والخيار الثاني : هو أن يقدم هذا الإشراف لجميع المعلمين دون استثناء إلى جانب أحد أنواع الإشراف التربوي المتنوع ( العيادي والتعاوني والذاتي ). وعملية الخيار هذه تعتمد على الآتي
·        حجم المدرسة.
·        عدد أعضاء الجهاز الإداري بالمدرسة.
·        النمط القيادي السائد لمدير المدرسة.
ويتصف الإشراف الإداري بالأمور التالية :
·   يتصف الإشراف الإداري بالوضوح : حيث أن مدير المدرسة يوضح بصراحة لأعضاء هيئة التدريس بمدرسته الأمور التالية :
·        الإنسان المسؤول عن عملية الإشراف الإداري .
·        نمط سلوك المعلم المتوقع حيال زيارة المدير لحجرة الصف.
·        نوع التغذية الراجعة التي يجنيها المعلم من هذه الزيارة.
·        طبيعة الملاحظات التي بتم تسجيلها عن المعلم.
·        هل نتيجة الملاحظة الصفية سوف تستخدم في التقويم النهائي للمعلم؟
·   يتصف الإشراف الإداري بالتخطيط والجدولة الدقيقة : حيث أن بعض المديرين يضعون طرقا من أجل المتابعة والإشراف منها :

·        اختيار المدير الحصص الأولى أو الأخيرة.

·        تنظيم عملية الإشراف حسب المستويات الدراسية بالمدرسة.

·        تنظيم عملية الإشراف حسب المواد الدراسية المقررة.

·   يهتم الإشراف الإداري بالأمور الفنية من العملية التعليمية التعلمية ، حيث يركز المدير في زيارته القصيرة لملاحظة المعلم في حجرة الصف على الأمور التالية :
·        طريقة التدريس التي يستخدمها المعلم.
·        مستوى تركيز الطلاب وانتباههم أثناء الحصة.
·        مستوى تفاعل الطلاب مع المعلم.
·        مدى استفادة الطلاب العلمية من الموضوع المطروح.
·        الإشراف الإداري يقدم تغذية راجعة للمعلم ، مع تحديد الإيجابيات والسلبيات بأسلوب إنساني رفيع.
ومن معوقات استخدام الإشراف الإداري ما يلي :
·        ضغوط العمل الكثيرة على مدير المدرسة .
·        قلة عدد الإداريين في المدرسة.
·   نقص كفاءة المدير فيما يختص بأساليب الملاحظة الفاعلة.\ضعف مستوى التأهيل التربوي لبعض المديرين.
·        عدم رغبة بعض المعلمين في استخدام الإشراف الإداري .

ج-   المصادر الرئيسة للإشراف التربوي المتنوع :

يقوم الإشراف التربوي المتنوع على المصادر الرئيسة التالية :
أولا : التغذية الراجعة من الطلبة.
ثانيا : تحليل التدريس عن طريق شريط مسجل صوتا وصورة " فيدوتيب ".

د-   المبادئ العامة للإشراف التربوي المتنوع :

يرى جلاتهورن أن المبادئ العامة لنمط الإشراف التربوي المتنوع تنطلق من النظرة إلى الأمور التالية : البعد المهني ، البعد التنظيمي ، طبيعة المشرف التربوي ، طبيعة المعلم.
·   البعد المهني : يقصد بع التركيو على أهمية مهنة التدريس ، فإذا أردنا أن تكون مهنة التدريس أكثر مهنية والمعلم أكثر تمكنا ، فإنه من الضرورة تقديم المزيد من الخيارات في مجال الإشراف التربوي أمام المعلمين . وأن يكون للمعلمين دور في التنمية الذاتية والتطور المهني .
·   البعد التنظيمي : لا توجد دراسات تقارن بشكل مباشر بين نمط الإشراف المتنوع ونمط الإشراف العيادي ، من حيث أيهما أكثر فاعلية في الواقع المدرسي من الآخر ، إلا أنه يمكن الاستدلال بشكل غير مباشر على أي النمطين أفضل.
هناك دلالة على أن أكثر المدارس فاعلية هي التي تتمتع بأجواء مؤسسية متميزة ، ويمكن أن يوصف ذلك بأنه مناخ تسوده روح الزمالة والأخوة.
ومن أفضل الطرق لتحقيق الزمالة والأخوة استخدام نظام التنوع الذي يركز بقوة على التعاون والمساعدة المتبادلة . والعنصر الأساس لأسلوب التنوع وفتح باب الخيارات هو إتاحة الفرصة للمعلمين للعمل معا ، ومساعدة بعضهم لبعض من أجل النمو المهني .
·   طبيعة المشرف التربوي : يحتاج المشرف التربوي إلى حلول واقعية للمشكلات التي تواجهه ، من أجل تحقيق إشراف تربوي فعال . عادة يقضي المشرف التربوي ثلاث ساعات أسبوعيا في ملاحظة التدريس الصفي والتدريب أثناء الخدمة . وإذا كان العام الدراسي يتضمن 36 أسبوعا ، فإن المشرف التربوي يخصص أكثر من مئة ( 100 ) ساعة سنويا للإشراف التربوي .
·        طبيعة المعلم :هناك بعض الموضوعات من وجهة نظر المعلمين هي :
1-  يختلف المعلمون في تفضيل نوع المساعدة التي يحتاجونها لتطوير قدراتهم وإمكاناتهم ، حيث أن ذلك يتوقف على مستواهم المهني . فإذا كان المعلم المبتدئ يفضل الحصول على إشراف عيادي مكثف وشامل ، فإن المعلم صاحب الخبرة يفضل الخيارات والبدائل الإشرافية التي تقابل احتياجاته الخاصة.
2-  المعلم الكفء ذو الخبرة التربوية لا يحتاج إلى تطوير شامل لقدراته وإمكاناته التعليمية التعلمية ، لأنه يمتلك المهارات الأساسية اللازمة لأداء مهامه التدريسية ومتطلبات العمل اليومي في مجال التعليم.
3-  أكدت الدراسات العلمية على أن المعلم يتعلم كثيرا من زملائه المعلمين المتميزين في مجال التدريس ومن المديرين الذين يحترمون قدرات المعلم ويحرصون على عدم إهدار الوقت.
العناصر الأساسية لتطوير الإشراف التربوي المتنوع :
قبل أن يعرض جلاتهورن العناصر الأساسية والضرورية لتطوير نمط الإشراف التربوي المتنوع ، يذكرنا بأن أي نظام إشرافي فعال يجب أن ينطلق من أسس مهنية راسخة ، ويحدد جلاتهورن تلك العناصر على النحو التالي :
أولا : البيئة الثقافية للتعليم :
يقصد بالثقافة هذا القيم الأساسية التي تسود البيئة المدرسية ، وتتسم بها ويلاحظ أن تعدد الثقافات في المؤسسة التربوية الواحدة ، وتدني القواسم المشتركة بينها يؤثر على التجانس العام لتلك المدرسة ، وينعكس سلبا على أدائها لوظيفتها . وقد أكد هيل وآخرون على أن أكثر المدارس فاعلية هي المدارس التي تجتمع على قيم أساسية مشتركة ، تربط بين أعضاء هيئة التدريس فيها.
وبعرض جلاتهورن ثلاث قيم مهمة ، تدعم نظام التنويع وطرح البدائل : 1- العمل التعاوني ،  2- التحقيق والاستقصاء ، 3- التطوير المستمر.
ثانيا : الظروف البيئية الداعية للعمل التربوي :
إن أكثر عناصر بيئة العمل أهمية من وجهة نظر المعلمين هي : مجموعتان من عناصر بيئة العمل ، هما كما يلي :
1-  المجموعة الأولى : العناصر الواجب توافرها في بيئة العمل التربوي من أجل نمو المعلم وتطويره مهنيا ، وهي :
-        المرتب الشهري المناسب لقدرات المعلم وإمكاناته.
-        توافر بيئة العمل المادية المشجعة على الإبداع والعطاء المتميز.
-        توافر المصادر المهنية والتعليمية كما ونوعا.
-        حاجة المعلم إلى أوقات فراغ أثناء ساعات الدوام الرسمي.
-        عدم تكليف المعلم بأعمال بعيدة عن تخصصه.
2-    المجموعة الثانية : العناصر الداعمة لبيئة العمل التربوي وهي :
·        الروح القيادية لمدير المدرسة :
·        أهمية المعلم وقيمته الاجتماعية .
ثالثا : التركيبة الميسرة للعمل التربوي :
يقصد بالبيئة التركيبية للعمل مجموعات تنظيمية تكفل العمل الفعال لنمط الإشراف المتنوع ، مع التركيز على مشاركة المعلم في صنع القرار التربوي . وبالرغم من أن لكل مدرسة بنية تركيبية خاصة بها ، إلا أن هناك أنواعا عامة ، تسهل العمل المدرسي :
1)    مجموعات أعضاء هيئة التدريس :
إن المجموعة أو القسم العلمي الذي ينتمي له المعلمون هو المكان الطبيعي للمعلمين ، حيث أنهم يمارسون فيه التدريس ، ويتعاونون على القيام بالمشاريع التعليمية ، ويتعلمون فيه من بعضهم البعض.
2)    جماعة القيادية التربوية :
تزود هذه الجماعة بالمعلومات الضرورية ، عن طريق أعضاء هيئة التدريس ، ومن أعضاء الجماعة أنفسهم ، يهدف تحديد المشكلات ، وتحديد المهمات الخاصة ، واتخاذ القرارات الحاسمة . وتتكون هذه الجماعة من بعض المعلمين ، وجميع قيادات مجموعات أعضاء هيئة التدريس.
3)    فريق خاص بالمهمات الطارئة :
يعين هذا الفريق من قبل جماعة القيادة ومسؤوليات هذا الفريق تنحصر في دراسة المشكلة ، واقتراح الحلول الممكنة ، وتقدم تلك الحلول إلى أعضاء هيئة التدريس .
4)    لقاءات جماعة القيادة وجماعة أعضاء هيئة التدريس :
تكرس هذه اللقاءات لتحقيق هدفين راسيين هما : التطوير المهني ، وتحديد المشكلات التي تواجه التعليم ، ووضع الحلول المناسبة لها . كما أن هذه اللقاءات تهدف إلى تزويد المعلمين بآخر ما توصل إليه البحث العلمي من نتائج مفيدة لعمليتي التعلم والتعليم.
رابعا : فهم وإدراك البيئة الصفية :
يولي المعنيون بتطوير المعلم أهمية واضحة لفهم البيئة المعقدة ، داخل حجرة الصف ، وأثر ذلك في أداء المعلم بشكل خاص . ويخطئ بعض مديري المدارس والمشرفين التربويين حين يربطون مشكلات التعلم بأخطاء المعلمين ، حيث أن الأداء داخل حجرة الصف يتأثر بعدد من العناصر .
العناصر الرئيسة المؤثرة في البيئة الصفية تتكون من :
1-                عناصر تنظيمية .
2-                عناصر متعلقة بالطالب.
3-                عناصر متعلقة بعملية التدريس .
4-                عناصر متعلقة بالمعلم.
خامسا : الخدمات العامة المساندة :
يحتاج المعلمون إلى ثلاثة أنواع من الخدمات المساندة مع حصولهم على فهم دقيق لبيئة حجرة الصف المعقدة ، وفيما يلي تحديد للخدمات المساندة :
-         الملاحظة الصفية.
-        تطوير المعلمين ضمن إطار المدرسة.
-        إتاحة الفرصة للمعلمين للالتقاء بالمدير بشكل متكرر.

هـ-   مميزات الإشراف التربوي المتنوع :

1)    اختيار المعلم للأسلوب الإشرافي المناسب لقدراته وإمكاناته واحتياجاته الشخصية والمهنية .
2)  يناء الإشراف التربوية المتنوع على مبدأ الشورى والأسس الديمقراطية ، مما يسهم في إيجاد مناخات تربوية مريحة وصحية.
3)    إسهام الإشراف التربوي المتنوع في بناء ثقة المعلم بنفسه وقدراته المهنية .
4)    إسهام الإشراف التربوي المتنوع في رفع مستوى مسؤولية المعلم تجاه عمله التربوي .
5)    مشاركة المعلم في العملية الإشرافية ودوره ذلك في تخفيف الضغوط عن كاهل المشرف التربوي .
6)    مراعاة الفروق الفردين بين المعلمين.
7)  تركيز الإشراف التربوي المتنوع على تطوير قدرات المعلمين وتنميهم مهنيا ، والتقليل من عملية التقييم ، وإصدار الأحكام حول الممارسات الإشرافية .

و-   مآخذ الإشراف التربوي المتنوع :

1-  يتطلب استخدام الإشراف التربوي المتنوع تهيئة الميدان ، وتعريف المعلمين والمشرفين التربويين بهذا النمط الحديث ، وقد يترتب على ذلك بناء خطط طويلة المدى ، تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين ، وزيادة في الإنفاق المادي على التعليم.
2-  اختيار المعلم لأسلوب الإشراف المناسب له قد يكون ضربا من ضروب المجازفة خاصة مع بعض فئات المعلمين ممن لا يحسنون عملية الاختيار .
3-  التباين بين البيئة المدرسية وبيئة المجتمع المحلي ، فيما يتعلق بتطبيق المبادئ الشورية والديمقراطية ، قد يلقي بظلاله على تطبيق الإشراف التربوي المتنوع ميدانيا.
4-  اعتقاد بعض المعلمين أن هذا النمط الإشرافي الحديث معناه فصل الإشراف عن عملية التقييم وإصدار الأحكام ، قد يشجعهم على التهاون في أداء مهامهم الموكلة لهم.
5-  بالرغم من أن الإشراف التربوي المتنوع اعتمد في ثلاث عشرة ( 13 ) ولاية أمريكية غلا أنه مازال يعاني من صعوبات إدارية وفينة عند تطبيقه في الميدان.





الباب الأول : الإشراف التربوي.

الفصل الرابع : أنماط الإشراف التربوي

ثالثا : الإشراف التربوي التطوري

أ‌-                   النشأة والمفاهيم.
ب‌-              مبادئ الإشراف التربوي التطويري.
ت‌-              أسس اختيار الأسلوب الإشرافي الأنسب لكل معلم.
ث‌-              مراحل الإشراف التربوي التطويري.
ج‌-                المآخذ على الإشراف التربوي التطويري.

رابعا : الإشراف التربوي بالأهداف

أ‌)       النشأة والمفاهيم.
ب‌)   أسس ومبادئ الإشراف التربوي بالأهداف .
ت‌)   مراحل الإشراف التربوي بالأهداف.
ث‌)   ميزات استخدام الإشراف التربوي بالأهداف.
ج‌)     محاذير تطبيق الإشراف التربوي بالأهداف.
وبعد :



النمط الثالث : الإشراف التربوي التطوري .

1-    النشأة والمفاهيم:
يعد كارل جلكمان الأستاذ المشارك في قسم المناهج والإشراف التربوي ، بجامعة جورجيا هو صاحب نظرية الإشراف التربوي التطوري . وفي عام 1981م تمكن من نشر نظريته في الإشراف التربوي التطوري في كتاب من إصدارات الجمعية الأمريكية للمناهج والإشراف التربوي ( ASCD ) . ويعد الإشراف التربوي التطوري أحد الاتجاهات الحديثة في مجال الإشراف التربوي ، حيث أنه يهتم بالفروق الفردية لدى المعلمين . وحدد جلكمان ثلاثة أساليب إشرافية هي : الأسلوب المباشر ، الأسلوب التشاركي ، والأسلوب غير المباشر ، من أجل تطوير قدرات المعلمين وإمكاناتهم ، لأداء مهامهم الموكلة لهم على أفضل وجه. ويفترض جلكمان أن هذه الأساليب الإشرافية الثلاثة تقابل جميع الأذواق والفروق الفردية للمعلمين في ميدان التربية والتعليم .
ويمكن تعريف أساليب الإشراف التربوي التطوري على النحو التالي :
·   الأسلوب الإشرافي المباشر : هو أسلوب يؤكد على وضع الأسس التي ينبغي أن يسير عليها المعلم لبلوغ هدفه ، وتحسين تدريسه ، بما يعود على طلابه بالمنفعة ، ويستخدم هذا الأسلوب مع المعلمين الذين يتصفون بالتفكير التجريدي المنخفض.
·   الأسلوب الإشرافي التشاركي : هو أسلوب يؤكد على أن عملية التدريس هي – في واقع الأمر – حل للمشكلات ، عليه يشترك المشرف التربوي والمعلم معا في وضع خطة عمل تشتمل على : أهداف ، وإجراءات تنفيذ ، وتقويم ، ومتابعة في سبيل عملتي التعليم والتعلم . ويستخدم هذا الأسلوب مع المعلمين الذين يتصفون بالتفكير التجريدي المتوسط.
·   الأسلوب الإشرافي غير المباشر : هو أسلوب يؤكد على أن عملية التعلم تعتمد في الأصل على خبرات ذاتية ، عليه فالمعلم يجب أن يتوصل إلى حلول نابعة من ذاته ، بغرض تحسين مستوى خبرات طلابه . ويستخدم هذا الأسلوب مع المعلمين الذين يتصفون بالتفكير التجريدي العالي.
2-    مبادئ الإشراف التربوي التطويري :
يقوم الإشراف التربوي التطوري على الأسس والمبادئ التالية :
أ‌-   يختلف المعلمون في مستوى تفكيرهم التجريدي ، مستوى دافعيتهم للعمل ، لأنهم أصلا متباينون في خلفياتهم وخبراتهم الشخصية والعملية.
ب‌- يختلف المعلمون في مستوى قدراتهم العقلية ، عليه فهم بحاجة إلى استخدام أساليب إشرافية مختلفة من قبل المشرف التربوي حيث أنه من غير المناسب أن يتعامل المشرف التربوي مع جميع المعلمين بنفس الأسلوب الإشرافي .
ت‌-  ضرورة السعي المتواصل لزيادة قدرات كل معلم ليحقق أعلى مراحل التفكير والدافعية نحو العمل .
ث‌-  أن المعلم هو محو العملية الإشرافية ، كما هو الحال بالنسبة للمتعلم الذي يمثل محو العملية التعليمية.
ج‌-    أن تطوير قدرات المعلمين وتنميتها هي مهمة الإشراف التربوي الأولى.
ح‌-  أن المشرف التربوي التطوري هو إنسان معد مهنيا وخبيرا في استخدام الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية ، ويمتلك القدرة على استخدام أساليب إشرافية متنوعة ، كفيلة بتطوير قدرات المعلمين في حدود الإمكانات والموارد البشرية والمادية المتاحة.
خ‌-  أن المشرف التربوي التطوري هو إنسان ذو تفكير تجريدي مرتفع ، ولديه القدرة على  توجيه المعلمين على اختلاف مستويات تفكيرهم التجريدي.
3-    أسس اختيار الأسلوب الإشرافي الأنسب لكل معلم :
بعد أن يتعرف المشرف التربوي على مستوى التفكير التجريدي لدى المعلمين يمكنه أن يصنفهم إلى ثلاث فئات رئيسة هي :
الفئة الأولى : تتكون من معلمين مستوى تفكيرهم التجريدي منخفض ، وتتصف هذه الفئة بأنها لا ترغب في عملية التغيير أو التجديد التربوي ، بل تفضل الاستمرار في أداء العمل بشكل رتيب " روتيني " . ويعتقد أن أنسب أسلوب إشرافي يستخدم مع هذه الفئة من المعلمين هو الأسلوب الإشرافي المباشر ، ويقصد بالأسلوب المباشر ، يقوم المشرف التربوي بإعطاء توجيهات مباشرة للمعلم.
الفئة الثانية : تتكون الفئة الثانية من معلمين مستوى تفكيرهم التجريدي متوسط ، وتتصف هذه الفئة بأنها تمتلك الرغبة في تحسين مستوى طلابها ، إلا أن قدرتها على التفكير التجريدي محدودة ، مما يجعل ممارستها غير واقعية ومضطربة في كثير من الأحيان . ويعتقد أن أنسب أسلوب إشرافي يستخدم مع هذه الفئة من المعلمين هو الأسلوب الإشرافي التشاركي . ويقصد بالأسلوب الإشرافي التشاركي أن يقوم المشرف التربوي بإرشاد المعلمين للخطوات الصحيحة في حل المشكلة من خلال علاقات إنسانية تعاونية ومتبادلة.
الفئة الثالثة : تتكون هذه الفئة الثالثة من معلمين مستوى تفكيرهم التجريدي عال ، وتتصف هذه الفئة بأنها تتمتع بمستوى عال من الذكاء وتحمل أفكارا تربوية مفيدة للطلاب والمدرسة على حد سواء ، وتقدم أفكارا وأنشطة بلا حدود ، وتسهم في تطبيق تلك الأفكار في الواقع المدرسي . والمعلم الذي ينتمي إلى هذه الفئة يعد قائدا تربويا ميدانيا غير رسمي ، يلجأ زملاؤه المعلمون إليه بطلب المساعدة .ويعتقد أن أنسب أسلوب إشرافي يستخدم مع هذه الفئة من المعلمين هو الأسلوب الإشرافي غير المباشر ، ويقصد بالأسلوب الإشرافي غير المباشر أن يقوم المشرف التربوي بتيسير عمل المعلم في التوصل إلى حلول نابعة من ذاته ، بغرض تحسين مستوى خبرات طلابه ، والمشرف التربوي غير المباشر يمارس الأفعال السلوكية التالية : الإصغاء ، الإيضاح ، والتشجيع.




جدول لبيان المكونات الأساسية للإشراف التربوي التطوري
م
الأسلوب الإشرافي
درجة تحمل المسؤولية لدى :
مستوى التفكير التجريدي لدى المعلمين
الممارسات الإشرافية لدى المشرف التربوي
المشرف التربوي
المعلم

المباشر
عالية
منخفضة
منخفض
نموذج، إصدار، توجيهات،وتحفيز

التشاركي
متوسطة
متوسطة
متوسط
عرض ، حل المشكلة، ومناقشة

غير المباشر
منخفضة
عالية
عال
إصغاء،إيضاح،وتشجيع
4-    مراحل الإشراف التربوي التطويري :
حدد جلكمان وجوردن ثلاثة مراحل يمر بها الإشراف التربوي :
1)  مرحلة التشخيص : نعتبر هذه المرحلة بمثابة الخطوة الأولى ، حيث يقوم المشرف التربوي بعملية تشخيص مستوى المعلم بشكل دقيق من خلال تحديد مستوى التفكير التجريدي.
2)  مرحلة التطبيق :تعتبر هذه المرحلة هي الخطوة الثانية بعد عملية التشخيص . يقوم المشرف التربوي في هذه المرحلة باختيار الأسلوب الإشرافي المناسب لمستوى التفكير التجريدي لدى كل معلم ، وتتلخص مهمة المشرف التربوي في مرحلة التطبيق في اختيار الأسلوب الإشرافي المناسب ، من خلال المزاوجة التالية :
-   يقوم المشرف التربوي باستخدام الأسلوب الإشرافي المباشر مع المعلم الذي يتصف بمستوى تفكير تجريدي منخفض.
-   يقوم المشرف التربوي باستخدام الأسلوب الإشرافي التشاركي مع المعلم الذي يتصف بمستوى تفكير تجريدي متوسط.
-   يقوم المشرف التربوي باستخدام الأسلوب الإشرافي غير المباشر مع المعلم الذي يتصف بمستوى تفكير تجريدي عال .
3)  مرحلة التطوير : تمثل هذه المرحلة من الإشراف التربوي التطوري أهمية كبيرة للمشرف التربوي ، حيث أنه يحاول زيادة سرعة تطوير مستوى المعلم وتحسينه ، ومساعدته في التعامل مع القضايا التربوية بذكاء وجدية ، وتتلخص مهمة المشرف التربوي في مرحلة التطوير بالارتقاء بسلوك المعلم من الأسلوب المباشر إلى الأسلوب التشاركي ، ثم إلى الأسلوب غير المباشر.



جدول لبيان مراحل الإشرافي التربوي التطوري
م
المرحلة
الهدف
الاستراتيجية الإشرافية المستخدمة
1
التشخيص
تحديد مستوى التفكير التجريدي للمعلم (منخفض، متوسط، عال)
ملاحظة المعلم والتفاعل معه . مقارنة سلوك المعلم بنتائج الدراسات والأبحاث العلمية ذات العلاقة بتحديد مستوى تفكير المعلمين التجريدي
2
التطبيق
مقابلة احتياجات المعلمين التعليمية ، وحل مشكلات التعليم
مزاوجة الأسلوب الإشرافي (مباشر، تشاركي،غير مباشر)، مع مستوى تفكير المعلم التجريدي(منخفض،متوسط،أو عال)
3
التطوير
رفع مستوى تفكير المعلم التجريدي ، واستقلالية المعلم في توجيه نفسه بنفسه
عرض أفكار تربوية جديدة بشكل تدريجي ، منح المعلم حرية ومرونة في عمله ، وزيادة مستوى مسؤوليته حيال القضايا التربوية ، تقليل اعتماده على المشرف التربوي ، إتاحة الفرصة للمعلم في الاحتكاك والتعامل مع المعلمين من ذوي المستويات التجريدية الأخرى

5-    ميزات استخدام الإشراف التربوي التطويري :
1)  يهتم الإشراف التربوي التطويري بمراعاة الفروق الفردية لدى المعلمين من خلال استخدام أساليب إشرافية متنوعة.
2)  يؤكد الإشراف التربوي التطويري على دوره في تطوير وتنمية طاقات المعلمين وقدراتهم ، ويقلل من دور التقييم وإصدار الأحكام في الممارسات الإشرافية .
3)    يتم اختيار الإشراف التربوي التطويري بناء على احتياجات المعلم الشخصية والمهنية الفعلية.
4)  ينحو الإشراف التربوي التطويري نحوا علميا ، باستخدامه مراحل واضحة ومرتبة منطقية ، تسهم في إلغاء الأحكام الذاتية للمشرف التربوي.
5)  يشيع الإشراف التربوي التطويري مناخا مؤسسيا سليما وصحيا نتيجة لتأكيده على تطوير قدرات المعلم وإمكاناته ، تجنب تصيد أخطاء المعلم وهفواته.
6)  يوفر الإشراف التربوي التطويري اختيارات علمية لتشخيص قدرات المعلم ، وسبل تطويرها بما ينعكس إيجابا على العملية التعليمية التعلمية.
6-    المآخذ على الإشراف التربوي التطويري :
أ‌)   اختيار المشرف التربوي التطوري للأسلوب الإشرافي المناسب للمعلم يؤثر سلبا على علاقة الزمالة والتعاون بين المشرف التربوي والمعلم ، حيث ينظر المعلم إلى هذه العلاقة على أنها أشبه ما تكون بعلاقة رئيس ومرؤوس.
ب‌)  يرى البعض أن تحديد الأسلوب الإشرافي التشاركي بناء على مستوى التفكير التجريدي – فقط – غير كاف ، وعليه يرون ضرورة إضافة متغير آخر هو متغير الدافعية للعمل . وبرز هذا الاتجاه في الدراسات العلمية في هذا المجال ، حيث تمت المزاوجة بين مستوى التفكير التجريدي ومستوى الدافعية للعمل ، وعلى ضوء ذلك يتم تحديد الأسلوب الإشرافي المناسب للعمل .
ت‌)  تطبيق الإشراف التربوي التطويري يتطلب تقليل نصاب المشرف التربوي من المعلمين ، مما يترتب عليه زيادة كبيرة في أعداد المشرفين التربويين ، بثلاثة أضعاف أعداد المشرفين التربويين في نظام الإشراف التقليدي ، مما شكل أعباء مالية إضافية على ميزانية التعليم.
ث‌)  يتطلب تطبيق نظام الإشراف التربوي التطويري ميدانيا عدد كبيرا من المشرفين التربويين الذين يتسمون بتفكير تجريدي عال ، وقد يصعب توفير مثل هذا العدد.
ج‌)  يتطلب تطبيق أساليب الإشراف التربوي التطويري تهيئة الميدان ، وتدريبا مكثفا لجميع المشرفين التربويين ، مما يترتب عليه صعوبات إدارية وفنية ، وزيادة في التكلفة المادية.




النمط الرابع : الإشراف التربوي بالأهداف .

أ‌-                   النشأة والمفاهيم :

يعد الإشراف التربوي بالأهداف امتدادا طبيعيا للإدارة بالأهداف ، حيث دأبت المؤسسات التربوية على الاستفادة من مما لدى المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والصناعية ، وغيرها من أفكار واتجاهات مفيدة ، وتوظيفها في خدمة أهداف التربية والتعليم.
ويؤكد الإشراف بالأهداف على وضع الأهداف المراد تحقيقها وصياغتها بدقة ، بحيث تكون قابلة للقياس والتطبيق . ويقوم الإشراف بالأهداف أساسا على مبدأ مشاركة جميع المعنيين بالعملية الإشرافية من معلمين ومديرين ومشرفين تربويين وغيرهم في تحديد الأهداف المراد بلوغها . وجاء هذا الاتجاه الحديث في مجال الإشراف التربوي نتيجة طبيعية للممارسات السلبية التي لا زمت نظرية الإشراف التربوي البيروقراطي .
ويعرف الإشراف التربوي بالأهداف على أنه : " عملية مشاركة الأفراد المعنيين بالعملية الإشرافية في وضع الأهداف المراد تحقيقها ، بغرض زيادة فاعلية العملية الإشرافية . وتتضمن هذه العملية تحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس والتطبيق ، ونتائج محددة بدقة ، وبرامج واقعية ، وتقييما للأداء في ضوء النتائج المتوقعة ".

ب‌-              أسس ومبادئ الإشراف التربوي بالأهداف :

يقوم الإشراف التربوي بالأهداف على المبدأين التاليين :
أولا : مبدأ المشاركة :
يتمثل هذا المبدأ في ضرورة اشتراك جميع المعنيين بالإشراف التربوي في تحديد الأهداف العامة للعملية الإشرافية ، ووضع الاستراتيجيات وأساليب المتابعة والتقويم ، من خلال خطة تعاونية تسودها الروح الشورية ، وروح الفريق الواحد . الذي يعمل على تحقيق أهداف جهاز الإشراف التربوي المتفق عليها من جميع العاملين .
ومبدأ المشاركة في مجال الإشراف التربوي جاء نتيجة للممارسات السلطوية ( التفتيشية ) التي كان ينتهجا المشرفون التربويون في ظل المنهج البيروقراطي .
وتطبيق مبدأ المشاركة في مجال الإشراف التربوي تتحقق عدة نتائج من أهمها :
1-    الالتزام : عندما نسهم المعلمون والمديرون والمشرفون التربويون في وضع أهداف العملية الإشرافية ، فإنهم جميعهم سوف يبذلون قصار جهدهم لتحقيقها ، إدراكا منهم أن هذه هي أهداف مؤسستهم كما هي أهدافهم الخاصة.
وعلى عكس ما كان يمارسه المفتشون المتأثرون بالإدارة العلمية التقليدية التي ترى ضرورة الفصل بين مرحلة التخطيط ومرحلة التنفيذ ، حيث كان المفتشون يحتفظون بعملية التخطيط لأنفسهم  ، ويتركون عملية التنفيذ للمعلمين ومدير المدارس .
وتولد عن مساهمة المعلمين ومديري المدارس في عملية التخطيط شعور بعدم القناعة بتحقيق الأهداف الموكلة لهم ، لأنهم ينظرون إليها على أنها أهداف خاصة بالمشرف التربوي .
2-    تحمل المسؤولية : تحمل المسؤولية وقيام جميع أعضاء فريق العمل بالأعمال المنوطة يهم هي إحدى نتائج المشاركة الفاعلة في عملية التخطيط وتحديد أهداف المؤسسة التي ينتمون إليها. والمسؤولية في مجال الإشراف التربوي هي التزام المعلمين والمديرين والإداريين بالأدوار والمهام الإشرافية الموكلة لهم.
وحين كان المشرف التربوي يمارس الأساليب السلطوية مع المعلمين من خلال فرض الأهداف والإجراءات عليهم ، كان المعلمون حينئذ لا يؤدون أدوارهم التربوية بالمستوى المطلوب من المسؤولية.
3-    رفع الروح المعنوية : إن اشتراك المعلم ومدير المدرسة والمشرف التربوي في التخطيط ووضع أهداف العملية الإشرافية ، وسبل تحقيقها سوف يسهم في بناء ثقة المعلم بنفسه وبقدراته وإمكاناته ، ويزيد من رضاه عن مهنته ودوره في العملية التعليمية التعلمية ، وقد يؤدي ذلك إلى المزيد من العطاء والنمو المهني . حيث أن إتاحة الفرصة للمعلم للمشاركة الفاعلة في التخطيط والتنفيذ يعد دافعا ذا أثر إيجابي في رفع الروح المعنوية لدية.
ثانيا : مبدأ تحديد الأهداف :
بالرغم من أهمية تحديد الأهداف لأي مؤسسة تبحث عن النجاح والتفوق ، إلا أن بلوغ تلك الأهداف وتحقيقها بالمستوى المأمول تمثل الغاية الأهم ، ومن خلال استخدام أساليب التقويم الملائمة يمكن تحديد درجة تحقيق الأهداف والتعرف على مدى النجاح و / أو الإخفاق الذي بلغته تلك المؤسسة.
إن وضوح الأهداف لدى جميع المعنيين بالعملية الإشرافية من معلمين وغيرهم أمر ضروري وخطوة مهمة في طريق العمل على انجازها ، وفق زمنية محددة . ويشترط في تحقيق الأهداف شروطا منها : الواقعية ، قابليتها للتحقق ، محكومة بفترة زمنية محدد. استثمارها الأمثل للإمكانات المادية والبشرية المتاحة ، قابلة للتطوير.

ج- مراحل الإشراف التربوي بالأهداف :

يمر الإشراف التربوي بالأهداف بعدة مراحل إجرائية هي على الترتيب:
1)    يشترك المشرف التربوي ومعلموه في تحديد أهداف العملية الإشرافية ، بشكل واضح وقابل للتحقيق.
2)    يقدم المشرف التربوي الطرق والأساليب التي تسهم في تحقيق الأهداف .
3)    يتم اشتقاق أهداف إجرائية من الأهداف التي تم تحديدها من قبل المشرف التربوي ومعلميه.
4)    صياغة أهداف إجرائية لكل عملية من عمليات الإشراف التربوي المراد تحقيقها.
5)    يشترك المشرف التربوي ومعلموه سوية في وضع معايير لقياس الأهداف الجزئية.
6)    ضرورة موافقة المشرف التربوي والمعلمين على جدوى الأهداف الجزئية وأهميتها.
7)    إعداد أهداف جزئية بديلة تستخدم عند فشل تحقيق الأهداف الأولى.
8)    يشترك المشرف التربوي ومعلمه في تحديد أفضل الطرائق والسبل لتحقيق الأهداف المتفق عليها.
9)    تنقيح المهام الموكلة لكل معلم ومشرف تربوي .
10)           دراسة أثر الأنظمة التربوية الأخرى في نظام الإشراف التربوي .
11)           استمرار مراقبة إجراءات تنفيذ العملية الإشرافية وتوجيهها.
12)           تقويم الأداء ، وتقويم نتائج العملية الإشرافية .
13)           إعادة الدورة مره أخرى ، والبدء من جديد.

د‌-      ميزات استخدام الإشراف التربوي بالأهداف :

يمكن إجمال ميزات الإشراف بالأهداف في النقاط التالية :
1-       تساعد الشراكة بين المشرف التربوي والمعلمين في وضع الأهداف وسبل تنفيذها على إشاعة أجواء اجتماعية ونفسية ملائمة للإبداع والإقبال على العمل طواعية.
2-       يسهم في رفع الروح المعنوية للمعلمين وزيادة رضاهم عن الممارسات الإشرافية وتحسين علاقتهم بالمشرفين التربويين.
3-                يساعد على تحسين أداء المعلمين ورفع الكفاءة الإنتاجية لنظام الإشراف التربوي .
4-       يؤكد على تفويض السلطات وتوزيع الأدوار والمهام ، مما يزيد من شعور المعلمين بالمسؤولية والالتزام بتحقيق أهداف نظام الإشراف التربوي.
5-       يوفر معايير واضحة للقياس ، من أجل تقويم أداء المعلمين ، وتطوير قدراتهم وإمكاناتهم المهنية بشكل مستمر.
6-                يسهم في ربط أهداف المعلم الفردية وتكاملها مع الأهداف العامة لنظام الإشراف التربوي .
7-                يؤكد على وضع أولويات وأهداف واقعية يمكن قياسها.

هـ-  محاذير تطبيق الإشراف التربوي بالأهداف :

ومن محاذير تطبيق الإشراف التربوي بالأهداف ما يلي :
1)    الحاجة إلى استثمار كمية كبيرة من الوقت في سبيل تطبيق الإشراف بالأهداف والتوصل إلى نتائج.
2)    وضع أهداف غير قابلة للقياس والتحقيق.
3)  الحاجة إلى تقليل نصاب المشرف التربوي من المعلمين الذين يشرف عليهم مما يترتب عليه زيادة كبيرة في عدد المشرفين التربويين.
4)  المبالغة في وضع الأهداف السلوكية والإجرائية ، التي قد يؤثر على الرؤية الشاملة لنظام الإشراف التربوي وغاياته.
5)  حاجة المشرفين التربويين والمعلمين إلى فهم نظرية الإشراف بالأهداف واستيعابها وتطبيقها ميدانيا ، تتطلب انخراط معظمهم في برامج تدريبية تؤدي إلى زيادة التكلفة التعليمية.
6)  بتطلب تطبيق الإشراف بالأهداف إخلاصا للعمل والتزاما بالواجب والمسؤوليات ، وقد لا تتوافر هذه السمات في بعض المشرفين التربويين والمعلمين.

الباب الثاني : المشرف التربوي .

الفصل الأول : الموجهات العامة وراء الالتحاق بمهنة الإشراف التربوي، وسمات المشرف التربوي .

بداية :
أولا : الموجهات العامة وراء الالتحاق بمهنة الإشراف التربوي.
·        ابتغاء وجه الله عز وجل.
·        فضيلة العمل في مهنة التربية والتعليم .
·        ج) المسؤولية الاجتماعية .
·        د) تحقيق الكسب الحلال .
·        هـ) نيل المكانة الاجتماعية .
ثانيا : سمات المشرف التربوي.
3)    الصفات الأخلاقية .
4)    الصفات العلمية .
·        الصفات الاجتماعية .
·        د) الصفات الجسمية والنفسية .
·        هـ) الصفات العقلية .
·        و) الصفات المهنية .
وبعد :

الباب الثاني : المشرف التربوي .

الفصل الأول : الموجهات العامة وراء الالتحاق بمهنة الإشراف التربوي، وسمات المشرف التربوي .

أولا : الموجهات العامة وراء الالتحاق بمهنة الإشراف التربوي.

بداية :
·   إن التباين في أدوار المفتش ، والموجه التربوي ، والمشرف التربوي ، يمثل انعكاسا لشخصياتهم في ظل الفلسفات الإدارية والتربوية السائدة ، حيث يقتضي الدور وجود توافق بين حقيقة ما يقوم به المشرف التربوي والتوقعات للدور ، في ضوء التزامات وواجبات العملية الإشرافية
·   إن " طبيعة الدور تحدد معايير معينة واضحة ومحددة في المنظمة التربوية التي يعمل فيها "  وذلك أن تلك الطبيعة وصفاتها " تحدد الخصائص الاجتماعية والنفسية والأكاديمية والشخصية لمن سيقوم به ... فالعمل الرشيد يتطلب وصفا واضحا للسلوك الحقيقي الذي يجب أن يقوم به الفرد "
·   وشخصية المشرف التربوي " محصلة أو نتاج للتربية الروحية والعقلية والوجدانية والأخلاقية والاجتماعية والجسدية التي تتم على نحو سوي "
·   ويقصد بالشخصية : " النظام الكامل : من النزعات الثابتة نسبيا : الجسمية والنفسية التي تميز فردا معينا ، والتي تقرر الأساليب المميزة لتكيفه مع بيئته المادية والاجتماعية "
·   وإن تكوين تلك الشخصية يخضع لثلاثة عوامل ، أولها العوامل المرتبطة بذات الفرد ، كحالة النمو الجسمي ، والمزاج النفسي ، والعواطف والانفعالات ، والتحصيل العلمي والثقافي ، والخبرات والتجارب ، والمهارات والميول والمواهب والعادات ...، وثانيها العوامل والظروف الاجتماعية الخارجية ، كالأسرة والمجتمع ، وعامل الإرادة الذاتية والتقويم الذاتي
·   إن العناية بشخصية المشرف التربوي ، سوف ينعكس على دوره الإداري والفني ، فيكون أكثر فاعلية وتأثير ، عندما يحمل الصفات والدوافع والمهارات الشخصية التي يحاول إكسابها الآخرين .

دوافع المشرف التربوي للالتحاق بمهنة الإشراف التربوي

إن السلوك التسلطي ، وفرض الرأي ، وعدم الاهتمام بآراء المعلمين والإصغاء إليهم ومناقشتهم ، وإظهار السيطرة عليهم  وإبراز مكانة عليهم  في حقيقته تعبير عن كوامن داخلية جسمية ونفسية يحملها المشرف التربوي أي دوافعه ، والدافع " حالة داخلية جسمية ونفسية تثير السلوك في ظروف معينة ، وتوصله حتى ينتهي إلى غاية معينة "  أو هو مجموعة العلاقات التي تنظم سلوك الكائن الحي مع بيئته تحت شروط معينة " ولخطورة دوافع التحاق المشرف التربوي بمهنة الإشراف التربوي ، ولانعكاساتها على دوره ، كانت الضرورة والاهتمام بها وتوجيهها في ضوء الأهداف الإسلامية للسياسة التعليمية في المملكة العربية السعودية ، ولكون تلك الدوافع تتنوع فإنه يمكننا إجمالها في التالي :

أ) ابتغاء وجه الله U :

وهو أن يشعر المشرف التربوي أن ما يقوم به من دور ابتغاء وجه الله U ، وتمكيننا للحق حتى يرقى مجتمعه الإسلامي. وليس لتحصيل مال أو جاه ، أو شهرة ، أو سمعة ، أو وظيفة.

ب)  فضيلة العمل في مهنة التربية والتعليم :

وذلك بدلالة الآيات والأخبار والآثار والشواهد العقلية.

ج) المسؤولية الاجتماعية :

و هي " المسؤولية الفردية عن الجماعة ، هي مسؤولية الفرد أمام ذاته عن الجماعة التي ينتمي إليها . أي أنها مسؤولية ذاتية ، مسؤولية أخلاقية ، مسؤولية فيها من القيم الأخلاقية المراقبة الداخلية والمحاسبة الذاتية ، كما أن فيها من الأخلاقية ما في الواجب الملزم داخليا ، إلا أنه إلزام داخلي خاص بأفعال ذات طبيعة اجتماعية ، أو يغلب عليها التأثير الاجتماعي "  أي أن يكون المحرك للمشرف التربوي الالتحاق بمهنته إلزام ذاته داخليا وأخلاقيا بتنفيذ دوره مسؤولية ، وأن يخضع ذلك للمراقبة والمحاسبة الذاتية.

د) تحقيق الكسب الحلال :

إن بذلك المشرف التربوي الجهد ليصل إلى الرتبة التي يكون راضيا عن الأجر الذي يتقاضاه فيها ، أمر غير محظور ، بل هو دافع لرفع الروح المعنوية  ولكن ليحذر من أن يكون هدفه شغل أوقات العمل بسواها ، حتى لا يشوب أجره الكسب الحرام.

هـ) نيل المكانة الاجتماعية :

إن سعي المشرف التربوي ليكون من أصحاب المنزلة الاجتماعية المحترمة ، لا يتعارض مع القانون العام الاجتماعي ، إذا لم يترتب على ذلك استخدام تلك المكاسب في الأغراض المنحرفة ، أو إذلال المعلمين ، ونشر الخصومات ، أو في أمر بتعارض مع الأهداف الإسلامية للسياسة التعليمية.

ثانيا  سمات المشرف التربوي .

تتعدد الصفات الإسلامية للمشرف التربوي ، ويمكن إجمالها في التالي :

أ‌)       الصفات الأخلاقية :

تعتبر أولى ركائز الشخصية ، لكونها سياجا واقيا من الخضوع لسلطة الأشرار ، أو الإساءة للآخرين . ومن أهم دعائم أخلاق المشرف التربوي : صحة عقيدته ، ويتكامل معها التزامه بالفضائل ، وتجنبه الرذائل ، وصيانة لمهنته . وذلك بأن ينزه نفسه عن ارتياد الأماكن غير اللائقة ، وعن " دني الأكساب طبعا ، ومكروهها شرعا ، كالحجامة والدباغة والصياغة "

ب‌)  الصفات العلمية :

لقد كان من مظاهر الثورة العلمية والتقنية القوة الإعلامية والتي جعلت من العالم كقرية واحدة مما يسرته من " الإحاطة بالمكان بأبعاده الشاسعة ، والإحاطة بالزمان في أدق لحظاته ، والإحاطة بالعدد على ما فيه من أرقام لا تكاد تحصى "  كل ذلك أوجب على المشرف التربوي أن يمتلك الكثير من الصفات العلمية ، ويمكن إيجازها ، بالتخصص الدقيق في المادة ، والثقافة العامة ليكون أقدر على وعي المؤثرات والاتجاهات العالمية ، وعلاج الاستفسارات والشكوك والاعتراضات واعتماد المنهج العلمي .

ج) الصفات الاجتماعية :

المشرف التربوي جزء من المجتمع يؤثر ويتأثر ، ولهذا وبحكم تأهيله الأكاديمي والتربوي ، فإن المسؤولية الاجتماعية تلزمه الاهتمام المتعقل المتبصر بالجماعة، وفهم الواقع وآثار دوره ، والمشاركة بتقبل الدور وتنفيذه والتقويم . وسمات ذلك أن يتصف بما يلي : الدعوة إلى الله U ، آمرا بالمعروف ناه عن المنكر ، ومؤمن بالله . الاتصال بالمجتمع والمشاركة في حل مشكلاته ، وهو يحتاج إلى يتحلى بالشجاعة والصبر وقوة الإرادة ...

د) الصفات الجسمية والنفسية :

لما كانت مهنة الإشراف التربوي شاقة تتطلب ممن يلتحق بها أن يتمتع بصفات جسمية ، ومنها : الصحة العامة ، ومن مظاهرها سلامة الأعضاء والسلامة من العيوب الخلقية ، وحسن الهيئة . اقتداء بالنبي e وعملا بقوله e : " إن الله جميل يحب الجمال " .
وأما الصحة النفسية فلا تقل أهمية من سابقتها إن لم تبزها ، ومن مظاهرها " الاستقرار النفسي ، والتوازن العاطفي ، والثبات ، والخلو من الصراع النفسي ، والتوترات العصبية ، ومن القلق المرضي ومن الأمراض النفسية الأخرى .

هـ) الصفات العقلية :

يتفاوت المعلمون في قدراتهم العقلية واستعداداتهم وميولهم ، مما يقتضي على المشرف التربوي امتلاك صفات عقلية تمكنه من التعامل معهم ، ومن أرز الصفات زيادة العقل وكماله ، أي الذكاء وجودة الطبع ، وصفاء الذهن ، وسعة البال والفراسة .

و) الصفات المهنية :

إن تباين نتائج دور المشرفين التربويين يعود للصفات المهنية التي يمتلكها أحدهم ، ويمكننا إجمال تلك الصفات بما يلي : مدى إلمامهم بالأصول التربوية والنفسية ، وامتلاكهم لاستراتيجية إشرافية ، وهي توليفة من المهام المتتابعة التي يقوم بها أحدهم للوصول إلى أهداف معينة .

الباب الثاني : المشرف التربوي .

الفصل الثاني :  المهارات الإشرافية – المهام الوظيفية.

بداية :
أولا : المهارات الإشرافية للمشرف التربوي :
أولا : مهارة التخطيط .
ثانيا : مهارة التنسيق .
ثالثا : مهارة التنفيذ .
رابعا : مهارة المتابعة والتقويم .
ثانيا : وظائف ومهام المشرف التربوي :
أ- وظائف إدارية .
ب- وظائف تنشيطية .
ج - وظائف تدريبية .
د- وظائف بحثية .
هـ - وظائف تقويمية .
و- وظائف تحليلية .
ز- وظائف ابتكارية .

الباب الثاني : المشرف التربوي .

الفصل الثاني : المهارات الإشرافية – المهام الوظيفية.

إن الاتجاهات الحديثة تنظر إلى العملية الإشرافية على أنها سلسلة من التفاعلات والأحداث بين المعلم والمشرف التربوي ، لها مدخلات ومخرجات بينها علاقة تأثير وتأثر .
ولكي يؤدي المشرف التربوي دوره في تطوير أداء المعلم ، فلابد من امتلاكه للمهارات الإشرافية التالية :

أولا : المهارات الإشرافية للمشرف التربوي :

 التخطيط :

وهو محاولة المشرف التربوي التحكم في المستقبل ، أي التنبؤ بالنتائج من خلال وضع مجموعة من التدابير والإجراءات المحددة ، من أجل تحقيق الأهداف المعينة ويمكن بيان بعض المهارات المتعلقة بالتخطيط فيما يلي :
·        التعرف على خصائص المعلمين .
·        تحديد احتياجات المعلمين ( الكفايات التعليمية )
·        صياغة الأهداف الإجرائية .
·        تحديد الإمكانات المادية ( المرافق والتجهيزات ).

التنسيق :

ويقصد به قيام المشرف التربوي بتنظيم الجهود والأعمال لتحاشي التضارب والتكرار ، لتلافي إضاعة الوقت والجهد.

 التنفيذ :

 ويشمل الخطوات العملية التالية :
·   بناء العلاقات الإنسانية الإيجابية ، ويتم ذلك بمراعاته لما يلي : " احترام الفرد والإيمان بأن كل فرد مهما كانت قدراته يمكنه أن يقوم بعمل نافع ، والاهتمام بمشكلاته الداخلية والخارجية ، واحترام الآراء والأفكار ، والتوجيه البناء الهادف . وخلق الشعور بالانتماء إلى مجموعة ، وتوفير الثقة بين الجميع ، والاعتماد على مبدأ الإقناع والاقتناع لا فرض الآراء " .
·   التكامل في تنفيذ الأساليب الإشرافية الآتية : الزيارات الصفية – الإشراف العيادي – الإشراف عن طريق المنحنى التكاملي متعدد الوسائط : أوراق العمل ، الحقائب الدراسية ، الدروس التطبيقية ، الدورات التدريبية .... – التعليم المصغر – المشغل التربوي : دراسة مشكلة تربوية من مجموعة من المعلمين والمشرفين التربويين – تبادل الزيارات بين المعلمين أنفسهم . الاجتماع مع مجموعة من المعلمين والذين لهم ميول وحاجات أو مشاكل مشتركة – نشر الأدب التربوي – تنظيم زيارات لمعاهد تعليمية ، مدارس نموذجية تطبيقية

 المتابعة والتقويم :

عن طريق المتابعة والتقويم بتم تحسين أداء المعلمين ، ومهمة المشرف التربوي ، أن يتفق مع المعلمين على معايير التقويم ومقاييسه ، وأن يقنعهم بصلاحيتها وفاعليتها ومدى صدقها في التوصل إلى أحكام سليمة ، وأن إشراك المعلمين في تصميم بطاقات لتقويم أعمالهم يزيد من نضجهم المهني وخبراتهم وشعورهم بالمسؤولية .

ثانيا : وظائف ومهام المشرف التربوي :

رغم تعدد وظائف المشرف التربوي و تداخلها ، وصعوبة فصل بعضها عن بعض فيمكن حصرها في النقاط الآتية :

أ- وظائف إدارية :

1- تحمل مسؤولية القيادة في العمل التربوي، وما يستتبع ذلك من توجيه و إرشاد و استشارة وتعين وتنقلات……الخ.
2- التعاون مع إدارة المدرسة في عملية توزيع الصفوف و الحصص بين المعلمين.
3- المشاركة في عملية إعداد الجدول المدرسي.
4- حماية مصالح الطلاب، و الإسهام في حل المشكلات الطارئة التي تخص كلاً من الطالب و المعلم.
5- المساعدة على وضع الخطط السليمة القائمة على أسس علمية.
6- إعداد تقرير شامل في نهاية كل عام دراسي؛ يتضمن مختلف الفعاليات المتعلقة بالمادة، وطرق تدريسها، ومستويات أداء المعلمين، ومدى تعاونهم، و الخطط المستقبلية لتطوير أدائهم في ضوء نتائج التقويم.
7- الإسهام في توفير خدمات تعليمية أفضل للتلاميذ و المعلمين، والإدارة المدرسية  الوقعة في نطاق إشرافه.
* توفير المناخ الإداري المناسب لنمو المعلمين، ونمو التلاميذ، وتحقيق أهداف العملية التربوية.  

ب- وظائف تنشيطية :

حث المعلمين على الإنتاج العلمي والتربوي.
1- المشاركة في حل المشكلات التربوية القائمة في المدرسة ولدى إدارة التعليم.
2- مساعدة المعلمين على النمو الذاتي، وتفهم طبيعة عملهم وأهدافه، مع تنسيق جهودهم ونقل خبرات وتجارب بعضهم إلى البعض الآخر.
3- المساعدة على توظيف التقنيات التربوية والوسائل التعليمية، وطريقة الإفادة منها والمشاركة الفاعلة في ابتكار وسائل جديدة أو بديلة.
4- متابعة كل ما يستجد من أمور التربية والتعليم ونشرها بين العاملين في المدارس.  

ج - وظائف تدريبية :

1- تعهد المعلمين بالتدريب، من أجل نموهم، وتحسين مستويات أدائهم، وبالتالي تحسين الموقف التعليمي عامة. ويمكن أن يتحقق ذلك عن طريق:
* الورش الدراسية المتصلة بالمواد الدراسية والطرق و الوسائل والنشاطات... الخ.
* حلقات البحث.
* النشرات  التربوية .
* مساعدة المعلمين على وضع البرامج، وأساليب النشاط التربوي التي تشبع ميول المتعلمين وحاجاتهم.
* مساعدة المعلمين على فهم الأهداف التربوية، ومراجعتها، وانتقاء المناسب منها.  

د- وظائف بحثية :

1) الإحساس بالمشكلات والقضايا التي تعوق مسيرة العملية التربوية، وتحقيق نمو التلاميذ المستمر ومشاركتهم الفعلية في المجتمع الحديث .
2) السعي إلى تحديد هذه المشكلات والتفكير الجاد في حلها وفق برنامج يعد لهذا الغرض، يتناول هذه المشكلات بالبحث والدراسة حسب درجة المعاناة منها .
3) تكوين فريق بحث في كل مدرسة أو قطاع لدراسة مشكلات المادة والتلاميذ والإدارة،. الخ واقتراح حلول واقعية لها .

هـ - وظائف تقويمية :

1- قياس مدى توافق عمل المعلم مع أهداف المؤسسة التربوية ومناهجها وتوجيهاتها. . .تعرف مراكز القوة في أداء المعلم والعمل على تعزيزها.
2- اكتشاف نقاط الضعف في أداء المعلم والعمل على علاجها وتداركها.
3- المعاونة في تقويم العملية التعليمية كلها تقويماً صحيحاً على أسس موضوعية دقيقة.

و- وظائف تحليلية :

1) تزويد المعلمين بكيفية تحليل المناهج وفق نماذج نظرية لتحليل المناهج وتطويرها.
2) تحليل المناهج الدراسية (الأهداف- المحتوي- أساليب-التدريس- التقويم) في ضوء النماذج النظرية السابقة.
3) تحليل أسئلة الاختبارات من خلال المواصفات الفنية المحددة لها، ومدى مطابقتها لتلك المواصفات، ووضع النماذج اللازمة لها.

ز- وظائف ابتكاريه:

·        ابتكار أفكار جديدة ، وأساليب مستخدمة لتطوير العملية التربوية .
·        وضع هذه الأفكار والأساليب موضع الاختبار والتجريب .
·        تعميم هذه الأفكار والأساليب بعد تجريبها وثبوت صلاحيتها .





الباب الثاني : المشرف التربوي .

الفصل الثالث : الأساليب الإشرافية للمشرف التربوي .

مقدمة :
أولا : الأساليب الإشرافية الفردية :
·        الزيارات .
·         الدروس النموذجية .
·        القراءات الموجهة .
·        التعليم المصغر .
ثانيا : الأساليب الإشرافية الجماعية :
·        فرق العمل ( المشغل التربوي ) .
·        اللقاءات ( الاجتماعات ) التربوية .
·        الدورات التدريبية .
·        الدراسات والبحوث والتجارب (المؤتمرات ).
·        الزيارات الميدانية .

الباب الثاني : المشرف التربوي .

الفصل الثالث : الأساليب الإشرافية للمشرف التربوي .

أولاً : الأساليب الإشرافية الفردية : وتشمل الآتي :

الزيارات ، وتشمل الفروع التالية:

1-  الزيارة العامة ( المفتوحة ):
·   وتتضمن زيارة المدرسة للإشراف على الخطط التنفيذية، وتكامل التسهيلات فيها، وتقتضي هذه الزيارة التخطيط المسبق لها من حيث تحديد أهدافها، وتوقيتها، والحصول على بيانات أولية منها : موقع المدرسة ، وإسهاماتها في المجتمع ، وصلتها بغيرها من  المؤسسات ، ووصول النشرات التربوية إليها ، واهتمامها بالنشاط اللا صفي.
·   وبعد التواجد في المدرسة تبدأ مرحلة أخرى تتضمن : الاطلاع على توزيع الجدول ، والسجلات ، وطبيعة الفعاليات  وطرق التدريس ومدى ملاءمتها لتحقيق الأهداف التربوية.
2-   الزيارة الخاصة : وهي التي تختص بالمعلم وتتضمن نمطين :
·         زيارة المعلم أثناء إلقاء درسه ، وشروطه مايلي :
a)                 كسب ثقة المعلم أولا.
b)                التأكد من معرفة  المعلم الغرض الحقيقي للزيارة.
c)                  توفر معلومات عن المعلم.
d)                إطلاع المعلم على النماذج والمقاييس المعتمدة لملاحظة درسه.
·   ويرتبط بهذا النوع الزيارة للمعلم المبتدئ ، حيث يخصص المشرف له وقتا أكبر لصقل خبراته  وتنميتها.
3-  الزيارة الإكلينيكية : وتركز على تحسين المهارات التعليمية وزيادة فاعليتها ، ولتحقق النجاح فلا بد من مراعاة ما يلي :
e)                  أن تسود علاقة الطرفين التفاهم  والثقة والاحترام.
f)                  التخطيط التعاوني .
g)                 الاتفاق على طريقة الملاحظة.
h)                تحليل الموقف أثناء الدرس داخل الفصل الدراسي.
i)                   العمل على تلافي نقاط الضعف .
j)                   إعادة تخطيط الموقف التعليمي.
4-  تبادل الزيارات :
وفيه يقوم بعض المعلمين بزيارة لبعضهم أثناء أدائهم دروسهم داخل الفصل.سواء على مستوى المدرسة ، أو بعض المدارس تحت إشراف المشرف التربوي ، ولذلك فوائد منها :
- الاستفادة من طرائق التدريس المختلفة.
- تحديد مدى النجاح في تطبيق بعض النظريات التربوية.
- موازنة المعلم بين عمله وأعمال الآخرين.
- تبادل الخبرات في استخدام الوسائل التعليمية.

ب- الدروس النموذجية:

وهي دروس تعد من قبل بعض المعلمين المشهود لهم بالكفاءة تحت إشراف المعلم ، شريطة توافر وسائل إيضاح سمعية وبصرية حديثة  الصنع تخدم العملية التعليمية ، ويدور بعد الدرس نقاش من قبل المعلمين الحاضرين.

ج- النشرات التربوية :

ويقصد بها تحضير قائمة بالمجلات التربوية والمقالات ذات العلاقة بالتربية. كما يقصد أيضا النشرات التوجيهية مع توجيه الطلب  للمعلمين لإبداء تعليقاتهم  عليها. مثل ملخصات التقارير التربوية للمؤتمرات ، ومقالات بعض المعلمين أو طرح مشكلات لإثارة التفكير.

د- القرارات الموجهة :

وتتحقق باختيار المشرف من الكتب والمجلات ما يفيد المعلمين ، وإرشادهم إلى المصادر ، وحثهم على المشاركات الايجابية في المجلات التربوية

هـ- التعليم المصغر :

وفيه تسند للمعلم بتعليم بضعة طلاب لفترة قصيرة تحت مراقبة المشرف المختص ، ويركز فيه التدريب على مهارة معينة  أو أسلوب معين.

ثانيا : الأساليب الإشرافية  الجماعية :

فرق العمل ( المشغل التربوي ):

لدراسة مشكلة تربوية :
وفيه يتم التركيز على دراسة مشكلة تربوية بغية تحليلها وإيجاد الحلول لها ، من خلال فريق عمل من المعلمين والمشرف وبعض الخبراء .

اللقاءات (الاجتماعات ) التربوية:

وتتنوع اللقاءات على عدة مستويات : مستوى المدرسة في أول العام وخلاله ، وبعد زيارة المعلمين. وهناك اجتماعات على مستوى الشعب الإشرافية لمناقشة بعض الموضوعات ، أما  المستوى الأعلى وهو لقاء المشرفين على مستوى المملكة العربية السعودية

الدورات التدريبية :

من مهام المشرف العمل على رفع كفاية المعلم وتطوير قدراته في بعض  الجوانب ، ويتم ذلك من خلال دورة  أو دورات تناول مثلا:  
     - تعريفه  بطريقة جديدة في التدريس.
              - تعريفه بمنهج جديد.
             -  تدريبه على استعمال جهاز جديد.

الدراسات والبحوث والتجارب ( المؤتمرات ):

وتتعدد مستوياتها ، فالأول على مستوى الشعب الإشرافية لدراسة مشكلة ميدانية ، والمستوى الثاني على مستوى المملكة العربية السعودية ويجتمع لذلك  المشرفون وأساتذة الجامعات ، والثالث على المستوى الإقليمي.

الزيارات الميدانية :


وفيها  تنظم زيارات للمعلمين تحت إشراف المشرف لمعاهد  تعليمية مهمة كالمدارس النموذجية أو المدارس التطبيقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق