السبت، 8 مارس 2014

التعلم الإلكتروني بين النظرية والتطبيق - عبدالله بن حسين شقيبل

التعلم الإلكتروني بين النظرية والتطبيق
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أمَّا بعد ..
إنَّ تقنية المعلومات في هذا العصر تشهدُ نهضةً مضطردة أثَّرت بشكل مباشر أو غير مباشر وبصورة ملموسة على العملية التَّعَلُّمِيَّة بما تُضفي إليها من وسائل وبرامج وتطبيقات، فاستفاد من ذلك المعلمون والطلاب على حدٍّ سواء، ونتج عنه بما يُعرَفُ بعملية التَّعَلُّم الإلكتروني، وأخذ التربويون بعد ذلك في صياغة التعريفات ووضع الأطُر العامة للتَّعَلُّم الإلكتروني، ومازال الجميع يَتَلَمَّس سُبُلَ الهداية في هذا الباب، فأعِدَّت البحوث والدِّراسات، وانعقدت ورش العمل والندوات والمؤتمرات لوضع أسس ومقومات عملية التَّعَلُّم الإلكتروني؛ لخدمة العملية التَّعَلُّمِيَّة، والنهوض بمستوى التعليم.
ويأتي هذا البحث ضمن المحاولات التي تسعى إلى توضيح ماهية التَّعَلُّم الإلكتروني، لا سيما وأن ما تتم ممارسته في وقتنا الحاضر من أنشطة وبرامج تحت مسمى التَّعَلُّم الإلكتروني لا يمثل في واقعه التَّعَلُّم الإلكتروني بالمفهوم والأسلوب المأمول.
 سائلاً الله تعالى التوفيق والسَّداد.
 عبدالله بن حسين شقيبل

 مشكلة البحث
المشكلة التي يسعى إلى معالجتها مبحث التَّعَلُّم الإلكتروني بين النظرية والتطبيق تتلخص في اللَّبس الحاصل في إطلاق مصطلح التَّعَلُّم الإلكتروني في العملية التعليمية، حيث نجد أنَّ ما يتم ممارسته وتطبيقه من أنشطة وبرامج تحت مسمى التَّعَلُّم الإلكتروني لا يمثل حقيقةَ ما يجب أن يكون عليه التَّعَلُّم الإلكتروني.
وبالتالي أصبح التَّعَلُّم الإلكتروني يُطلق على:
�         التعليم عن بُعد.
�         استخدام بعض تقنيات التعليم الحديثة مثل البروجكتور والسبورة الذكية، .... إلخ.
�         استخدام بعض البرامج الإلكترونية مثل البروربوينت والفلاش ... إلخ لتصميم العروض الإلكترونية التي يُقدمها المعلم لطلابه.
�         التواصل الإلكتروني للمعلم مع طلابه عن طريق الشبكة العنكبوتية وتكليفهم ببعض المهام.

v     فهل التعليم عن بُعد، يُعَدُّ تَعَلُّمًا إلكترونيًّا؟
v     وهل استخدام بعض تقنيات التعليم الحديثة مثل البروجكتور والسبورة الذكية، .... إلخ، يُعَدُّ تَعَلُّمًا إلكترونيًّا؟
v     وهل استخدام بعض البرامج الإلكترونية مثل البروربوينت والفلاش ... إلخ، كعروض إلكترونية، يُعَدُّ تَعَلُّمًا إلكترونيًّا؟
v     وهل التواصل الإلكتروني مع الطالب وتكليفه ببعض المهام عن طريق الشبكة العنكبوتية، يُعَدُّ تَعَلُّمًا إلكترونيًّا؟

هذا ما سيوضحه مبحث التَّعَلُّم الإلكتروني بين النظرية والتطبيق
 أهداف البحث
مبحث التَّعَلُّم الإلكتروني بين النظرية والتطبيق يهدف إلى ما يلي:
1.      تأصيل مفهوم التَّعَلُّم الإلكتروني.
2.   توضيح قواعد التَّعَلُّم الإلكتروني التربوية والعلمية التي تُشَجِّع بل وتدفع معلمي التعليم العام والتعليم العالي نحو ممارسة التَّعّلُّم الإلكتروني وتطبيق نظريته على أسس تربوية وعلمية سليمة.
 أهمية البحث
تكمن أهمية بحث التَّعَلُّم الإلكتروني بين النظرية والتطبيق في توضيح الفرق بين التَّعليم والتَّعَلُّم؛ لفهم حقيقة التَّعَلُّم الإلكتروني ومن ثم تطبيقه كما يجب.
حيث أن سبب اللَّبس الحاصل في إطلاق مصطلح التَّعَلُّم الإلكتروني على بعض الممارسات أو التطبيقات التي تُعَد إمَّا أدوات أو عوامل مساعدة لعملية التَّعَلُّم الإلكتروني وليست هي في حد ذاتها تَعَلُّمًا إلكترونيًّا، السبب في ذلك هو الخلط بين مفهومي التَّعليم والتَّعَلُّم.
لذا فإن تسليط الضوء على الفرق بين التَّعليم والتَّعَلُّم، ومن ثم بين عمليتي التَّعليم والتَّعَلُّم الإلكتروني ضرورة ملِحة لتضع النقاط على الحروف مع ضبطها؛ ليزول اللبس عن فهم حقيقة التَّعَلُّم الإلكتروني ويتم تطبيقه كما يجب أن يُطبَّق.
 مصطلحات البحث
في المبحث وقفات مع بعض المفاهيم والمصطلحات اللفظية التي من شأنها أن تؤثر في تطبيق عملية التَّعَلُّم الإلكتروني سلبًا أو إيجابًا، ومنها:
v     التَّعليم، والتَّعَلُّم.
v     التَّعليم الإلكتروني، والتَّعَلُّم الإلكتروني.
v     النظرية البنائية في التعليم.
 الفرق بين التَّعليم والتَّعَلُّم
مفهوم التَّعليم:
عملية التَّعْلِيم Teaching هي ما يقوم به المعلم من إجراءات وعمليات بقصد مساعدة طلابه على اكتساب المعارف، لذا فإنَّ هذه العملية تتركز حول ما يمتلكه المعلم من سمات شخصية، وخصائص استراتيجية، وتَمَكُّن علمي، ومهارات عملية؛ تجعله قادِرًا على تحسين أداء طلابه داخل الصف.
مفهوم التَّعَلُّم:
عملية التَّعَلُّم Learning هي مجموعة التغيرات السلوكية التي تظهر على سلوك الطالب نتيجة اكتسابه لخبرات معينة، لذا فإن هذه العملية تتركز حول ما يمتلكه الطالب من سمات شخصية، ومهارات عَمَلِيَّة؛ تُمَكِّنُهُ من اكتساب خبرات وبناء معارف جديدة، تجعله قادِرًا على إحداث التغييرات المرغوبة في أدائه المعرفي والنفس حركي والوجداني.
 وبالتالي فإن الفرق بين التَّعليم والتَّعَلُّم يَكْمُنْ في أن التَّعليم يَتَمَحْوَر حول المعلم لنقل الخبرة إلى الطالب من الكتاب المقرر كمصدر وحيد للمعرفة، بينما التَّعَلُّم يَتَمَحْوَر حول الطالب في اكتساب الخبرات من مصادر متعددة لبناء المعرفة.
 مفهوم التَّعَلُّم الإلكتروني
عملية التفاعل النَّشِط والمستمر الذي يتم بين الطالب وأبعاد العملية التَّعَلُّمِيَّة ( الطالب، والمعلم، والمنهج، وبيئة التَّعَلُّم) باستخدام البحث والتنقيب عن المعلومة في قنوات تقنية المعلومات المختلفة [[1]؛ لاكتساب خبرات تبني معارف جديدة.
بناء المعرفة لدى الطالب لا يتحقق إلا بتفاعله النشط مع جميع أبعاد العملية التَّعَلُّمية (المعلم، والطالب، والمنهج، وبيئة التَّعَلُّم)
فإذا تحقَّق في العملية التَّعَلٌّمية اكتساب الطالب لخبراته التي يبني من خلالها معارفه من خلال تفاعله النشط [[2]] مع منهجه ومعلمه وزملائه الطلاب سواءً كان ذلك التفاعل عن بُعد باستخدام قنوات التواصل الإلكتروني أو عن قرب باستخدام تقنيات التَّعليم الإلكترونية، يمكن أن نطلق على هذه العملية عملية تَعَلُّم إلكتروني.
ومن ذلك يتبين ما يلي:
�         (التَّعليم عن بُعد) ما هو إلاَّ تعليم وليس تَعَلٌّم، لأنه يعتمد على المعلم كمحور للعملية التعليمية بشكل أساس.
�     (استخدام بعض تقنيات التعليم الحديثة كالبروجكتور والسبورة الذكية)  لا يَدُل على تحقيق التَّعَلٌّم الإلكتروني ما لم يحدث تفاعل نشط للطالب مع بقية أركان العملية التُّعَلُّمية.
�     (استخدام برامج إلكترونية في عملية التعليم) لا يَدُل أيضًا على تحقيق التَّعَلٌّم الإلكتروني، ما لم يحدث التفاعل النشط بين الطالب وبقية أركان العملية التَّعَلُّمية.
�     (استخدام التكنولوجيا الحديثة في آلية التواصل الإلكتروني مع الطالب عن طريق الشبكات العنكبوتية لتكليفه ببعض المهام) لا يَدُل على تحقيق التَّعَلٌّم الإلكتروني ما لم يحدث التفاعل النشط بين الطالب وبقية أركان العملية التَّعَلُّمية.
 نظرية التَّعَلُّم البنائي وعلاقة التَّعَلُّم الإلكتروني بها
بعض الافتراضات التي تقوم عليها نظرية التَّعَلُّم البنائي:
�         التَّعَلُّم لا يُمكن أن يتم بناؤه على ما سمعه الطالب حتى ولو حفظه وكرره أمام المعلم.
�         لكل طالب طريقة وخصوصية في فهم المعلومة وليس بالضرورة أن تكون كما يريد المعلم.
�         المعلم مهما كَرَّرَ وأكَّدَ ورَسَّخَ المعلومة للطالب لن يكون ذلك مجديا في بنائها كما يريد أن تكون في عقل المتعلم.
�         بناء المعرفة يتم من الخبرات التي اكتسبها الطالب من البيئة والمجتمع.
�         التعلم يتم بتبادل الخبرات بين الطلاب من خلال مساهمتهم في عرض وجهات نظر كل منهم على اختلافها وتعددها.
 نظرة التَّعَلُّم البنائي إلى عملية التَّعَلُّم:
�         تعتبر الطالب هو محور العملية التَّعَلُّمِيَّة.
�         تعتبر المعلم هو الموجه والمرشد للطالب في عملية التَّعَلُّم.
�     تهتم بتعدد مصادر التَّعَلُّم لإثراء المنهج المقرر والحصول على المزيد من المعلومات واكتساب المزيد من الخبرات وبناء الجديد المفيد من المعارف.
�     تحث على استغلال بيئة التَّعَلُّم الاستغلال الأمثل وتزويدها بكل ما يحتاج إليه الطالب من وسائل وأدوات وأنظمة إدارية وإرشادية؛ لترغيبه وجذبه وإشباع فضوله.
 وبالتالي فإنَّ نظرية التَّعَلُّم البنائي تهتم بجميع أركان العملية التَّعَلُّمِيَّة (الطالب، والمعلم، والمنهج، وبيئة التعلم) ونجاحها يَكْمُنُ في مراعاة تكامل وشمولية أركان العملية التَّعَلُّمِيَّة.
 علاقة التَّعَلُّم الإلكتروني بنظرية التَّعَلُّم البنائي:
بمقارنة مفهوم عملية التَّعَلُّم الإلكتروني بافتراضات نظرية التَّعَلُّم البنائي ونظرتها إلى عملية التَّعَلُّم، نجد أنَّ كلتاهما تهتمَّان بأركان العملية التَّعَلُّمِيَّة الأربعة (الطالب، والمعلم، والمنهج، وبيئة التعلم) وتتفقان على أنَّ الطالب هو محور العملية التَّعَلُّمِيَّة.
وبالتالي فإنَّ علاقة التَّعَلُّم الإلكتروني بنظرية التَّعَلُّم البنائي هي:
علاقة تَطَابُق؛ لأنَّ التَّعَلُّم الإلكتروني هو الصورة التوضيحية التَّطبيقية لنظرية التَّعَلُّم البنائي التي كان يُنادَى بها منذ أكثر من قرن.
 أسس التَّعَلُّم الإلكتروني
حيث أنَّ الطالب في التَّعَلُّم الإلكتروني يُعتبر هو محور العملية التَّعَلُّمِيَّة، فلا بد أن تكون أسس التَّعَلُّم الإلكتروني متعلقة بجميع أركان العملية التَّعَلُّمِيَّة الأربعة (الطالب، والمعلم، والمنهج، وبيئة التعلم)
أُسُس التَّعَلُّم الإلكتروني المتعلقة بالطالب:
o    وجود وسيلة للتواصل الإلكتروني بين الطالب وزملائه لتبادل المعلومات واكتساب الخبرات، باستخدام القنوات المختلفة لتقنية المعلومات[[3]]
o       استراتيجيات التَّعَلُّم المُتَّبَعَة تُمَكِّن الطالب من تبادل المعلومات والخبرات مع زملائه داخل الصف [[4]]
o       إتاحة الفرصة للطالب من مشاركة زملائه في استخدام الأجهزة والبرامج المتوفرة في بيئة التعلم ضمن فريق العمل.
o       تشكيل فرق عمل تضم كُلٌّ منها مزيجًا من الفروق الفردية المتباينة لدى الطلاب [[5]]
o       وجود منجزات إلكترونية ناتجة عن العمل المشترك بين الطلاب.
أُسُس التَّعَلُّم الإلكتروني المتعلقة بالمعلم:
o       وجود وسيلة للتواصل الإلكتروني بين المعلم والطالب [[6]]
o       مقدرة المعلم على استخدام الأجهزة والبرامج والتطبيقات الإلكترونية المتاحة في بيئة التعلم؛ ليتمكن من التواصل الإيجابي مع طلابه.
o       وجود نظام إلكتروني لتقييم الطلاب تقييمًا بنائيًّا مستمرًّا [[7]]
o       يُمَكِّن المعلم الطالب من استخدام الأجهزة والبرامج والتطبيقات الإلكترونية المتاحة في بيئة التعلم.
o       يُشَجِّع المعلم الطالب على البحث والتنقيب عن المعلومة ويحثه على عرض إنجازاته باستخدام الأجهزة التقنية المتاحة وبرامجها.
أُسُس التَّعَلُّم الإلكتروني المتعلقة ببيئة التَّعَلُّم [[8]]
o       مرافق التَّعَلُّم مُجهزة بأجهزة وقنوات تقنية المعلومات [[9]]
o       أجهزة وقنوات تقنية المعلومات تعمل بكفاءة داخل مرافق التَّعَلُّم.
o       يُسمح للطالب باستخدام تجهيزات مرافق التَّعَلُّم من أجهزة وقنوات تقنية المعلومات داخل المدرسة.
o       يُسمح للطالب باستخدام الأجهزة الذكية الخاصة به وتطبيقاتها داخل مرافق التَّعَلُّم [[10]]
o       وجود أنظمة إلكترونية إدارية تُنظِّم التَّفاعل المرغوب بين الطالب وقنوات تقنية المعلومات في بيئة التعَّلُّم.
 أُسُس التَّعَلُّم الإلكتروني المتعلقة بالمنهج:
o       وجود مناهج أو برامج إلكترونية تفاعلية.
o       تَوَفُّر المنهج الإلكتروني التَّفاعلي في أجهزة وقنوات تقنية المعلومات المتاحة.
o       المنهج الإلكتروني في متناول الطالب.
o       وجود برامج وتطبيقات إلكترونية تفاعلية لموضوعات المنهج المقرر.
o       وجود برامج تُمَكِّن المعلم والطالب من إعداد الدروس الإلكترونية التَّفاعلية.
 الواقع والمأمول من التَّعَلُّم الإلكتروني
واقع التَّعَلُّم الإلكتروني في التعليم العام
إنَّ واقع التعليم العام في الوطن العربي يَنْظُرُ إلى التَّعَلُّم الإلكتروني من زوايا ضيِّقة وغير شاملة لأبعاد العملية التَّعَلُّمِيَّة، فما زالت النظرة إلى التَّعَلُّم الإلكتروني على أنَّهُ تعليم إلكتروني، بمعنى أنَّ المعلم في نظر التعليم العام مازال هو محور العملية التَّعَلُّمِيَّة كما كان دوره سابقًا في العملية التعليمية، ومازال الطالب مُتَلَقٍّ من المعلم، ومازالت المدرسة السلوكية هي الطاغية على المشهد في التعليم العام.
وبالتالي فإنَّ التَّعَلُّم الإلكتروني من وجهة الناظر القاصرة يَكمن في:
*   تزويد حجرات الدراسة بالوسائل التقنية الحديثة كأجهزة الحاسب الآلي والسبورات الذكية والبروجكترات، ومن ثم يأتي المعلم ويمارس تلقين الطالب بما يعرضه له عبر هذه الوسائل التقنية.
*      العروض الإلكترونية التي يُعِدَّها المعلم لطلابه ويَعرِضُهَا عليهم أثناء قيامه بعملية التَّعليم.
*      التَّعلِيم عن بعد من خلال بث المحاضرات والدروس عبر الشبكة العنكبوتية إلى الطلاب خارج محيط المدرسة.
*      التواصل الإلكتروني مع الطالب لإنجاز بعض المهام.
 المأمول للتَّعَلُّم الإلكتروني في التعليم العام
يؤمل من التعليم العام في الوطن العربي أن يَنظُرَ إلى التَّعَلُّم الإلكتروني نظرةً شمولية ومن جميع زواياه،  كما يلي :
*      ‌اعتبار التَّعَلُّم الإلكتروني عملية تَعَلُّم وليس عملية تعليم.
*      ‌اعتبار التَّعَلُّم الإلكتروني النموذج التطبيقي الحاضر لنظرية التَّعَلُّم البنائي وليس امتدادًا لنظرية التعليم السلوكية.
*   ‌الاهتمام بالطالب وجعله محور العملية التَّعَلُّمِيَّة، بحيث تنطلق منه وإليه عمليات التفاعل الإلكترونية النَّشِطة والمستمرة مع جميع أركان العملية التَّعَلُّمِيَّة.
*   ‌تذليل جميع قنوات تقنية المعلومات للطالب في المقام الأول ثم للمعلم؛ لكي يتسنى للطالب البحث والتنقيب عن المعلومات ومن ثم اكتساب الخبرات وبناء المعارف.
 عوامل نجاح التَّعَلُّم الإلكتروني
1.      قناعة الإدارة العليا بأهمية تطبيق التَّعَلُّم الإلكتروني البنائي وضرورة التغيير إليه.
2.      تَوَفُّر القيادات التربوية الراغبة في التطوير والتغيير إلى التَّعَلُّم الإلكتروني البنائي.
3.      قناعة جُل منسوبي التعليم بضرورة وفوائد التغيير.
4.      تَوَفُّر الإمكانات المادية المحفزة للتغيير.
5.   وجود هامش كبير للقيادات التربوية للتحرر من القيود الروتينية في العمل الإداري والإشرافي بما لا يتعارض مع سياسات وأنظمة ولوائح وزارات التربية والتعليم.
6.      الارتقاء بالعمل الإداري في المنظومة التعليمية وفق الاتجاهات الإدارية الحديثة.
7.      أتمتة العمليات والإجراءات التَّعَلُّمِيَّة Automation of Learning processes
8.      أتمتة العمليات والإجراءات الإدارية Automation of administrative processes
9.      تَوَفُّر الموارد البشرية المُؤَهَّلَة لبناء فرق عمل التَّعَلُّم الإلكتروني البنائي.
10. تَوَقُّد روح المنافسة والولاء لدى فرق العمل.
11. تَوَفُّر رغبة الإتقان لدى فرق العمل، مع العزيمة على الاستمرارية في ذلك.
12. العمل على تهيئة بيئة آمنة ومحفزة للتَّعَلُّم والإبداع والتوظيف الأمثل للتقنية.
13. تَوَفُّر البيئة التعليمية المشوقة والمحفزة للتَّعَلُّم الإلكتروني البنائي.
14. العمل على تحقيق احتياجات منسوبي التعليم والطلاب.
15. المتابعة الفاعلة والمتنوعة لإجراءات وعمليات التَّعَلُّم الإلكتروني البنائي وتوجيه وتقويم وتقييم منفذيها بشكل مستمر.
16. العمل على تطوير المناهج بما يتوافق مع عملية التَّعَلُّم الإلكتروني البنائي.

الخاتمة
حيث أنَّ عملية التَّعَلُّم الإلكتروني تُعتَبَرُ هي الأنموذج التطبيقي الحديث لنظرية التَّعَلُّم البنائي التي يكون فيها الطالب محورًا لعملية التَّعَلُّم، يستقي المعلومة بتوجيهٍ وإرشاد من معلمه وبتعاونٍ مع زملائه الطلاب، وباستغلالٍ للمصادر المتنوعة للمنهج المقرر، واستفادةٍ مُثلى من موارد تقنية المعلومات المتاحة في بيئة التَّعَلُّم؛ لاكتساب الخبرات وبناء المعارف الجديدة، كان لِزامًا على القائمين على عملية التَّعَلُّم تصحيح مفهوم التَّعَلُّم الإلكتروني على هذا الأساس، والانتقال من مفهوم التَّعليم الإلكتروني إلى مفهوم التَّعَلُّم الإلكتروني؛ لجني الآثار الإيجابية على العملية التَّعَلُّمِيَّة وأركانها في عصرٍ أصبح كل ما فيه مهيَّءٌ ومُيَسَّرٌ ومسخَّرٌ بأمرٍ الله وقدرته للبشرية كيما ينهضوا بالإنسان تربويًّا وعلميًّا من أجل إعمار الأرض.
ونحن والحمد لله في وطننا العربي حبانا الله بجميع الموارد والإمكانات المادية والبشرية التي تُهَيِّيء لنا عوامل تطبيق التَّعَلُّم الإلكتروني بنجاح، ولا ينقصنا سوى التطبيق الصحيح للمفاهيم التربوية، والعزيمة الصادقة والقوية على التغيير.
أسأل الله أن يهدينا إلى الحق وييسر لنا أمر تحقيقه على الوجه الذي يُرضيهِ سبحانه عنا.
 عبدالله بن حسين الشقيبل


[1] قنوات تقنية المعلومات تشمل : أجهزة الحاسب الآلي وبرامجه، وأجهزة الألواح والهواتف الذكية وتطبيقاتها، والكتب والوسائط الإلكترونية المتعددة، والشبكات المغلقة (الأنترانت) والمفتوحة (الإنترنت) والمواقع الإلكترونية ذات الصلة على الشبكة العنكبوتية كالمكتبات الإلكترونية والمنتديات العلمية والمواقع المتخصصة،..... إلخ.
[2] التفاعل النشط بين الطالب وزملائه والطالب ومعلميه يكون عبر نظم التَّعَلُّم الإلكترونية التي تتيح التواصل الإلكتروني؛ لتبادل المعلومات، والتوجيه والإرشاد والتقويم والتقييم، فتكون ثمرة ذلك معلومات قَيِّمة تثري احتياجات الطالب، وتكسبه الخبرات التي تبني معارف جديدة لديه.
[3] قنوات تقنية المعلومات تشمل : أجهزة الحاسب الآلي وبرامجه، وأجهزة الألواح والهواتف الذكية وتطبيقاتها، والكتب والوسائط الإلكترونية المتعددة، والشبكات المغلقة (الأنترانت) والمفتوحة (الإنترنت) والمواقع الإلكترونية ذات الصلة على الشبكة العنكبوتية كالمكتبات الإلكترونية والمنتديات العلمية والمواقع المتخصصة،..... إلخ.
[4] من أنماط واستراتيجيات التعلم الحديثة : التعلم التعاوني، التعلم النشط، لعب الأدوار، التفكير الناقد، العصف الذهني، خرائط المفاهيم، التواصل اللغوي، البحث والاكتشاف، التفكير الإبداعي.
[5] الفروق الفردية هي : تلك الصفات التي يتميز بها كل طالب عن غيره من الطلاب والناشئة عن تباين القدرات الذهنية والنفسية والاجتماعية للطالب.
[6] التواصل الإلكتروني مع الطلاب عبر حساباتهم في نظام التَّعَلُّم الإلكتروني قبل الموقف التَّعَلُّمي بتحديد أهداف ومصادر واستراتيجيات التَّعَلُّم المطلوبة، وبعد الموقف التَّعَلُّمي بالتقويم والتقييم.
[7] التقويم البنائي المستمر هو ذلك الأداء الذي يقوم به المعلم ويُمَكِّنَهُ من معرفة الخبرات التي اكتسبها الطالب والمعارف التي بناها أولاً بأول خلال عملية التَّعَلُّم، وما يصاحب ذلك من تغذية راجعة تؤدي إلى تحسين عملية التَّعَلُّم، وذلك من خلال تطبيق أدوات التقويم البنائي المستمر (المناقشة، التدريب، التطبيق، الواجب، الملاحظة، والاختبار)
ويمكنه أيضًا من مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب في التكليف والتطبيق والتقييم الإلكتروني.
[8] يُقصد ببيئة التَّعَلُّم : المبنى المدرسي بجميع حجراته ومرافقه وما تحتويه من أجهزة ووسائل وتقنيات وأنظمة وإجراءات إدارية وإرشادية وإشرافية وصحية وترفيهية وتثقيفية.
[9] مرافق التَّعَلُّم في المدارس تشتمل على: الحجرات الدراسية، مراكز مصادر التعلم (المكتبات) مختبرات العلوم، معامل اللغة الإنجليزية، معامل الرياضيات، ومعامل القرآن، ... إلخ.
[10] الأجهزة الذكية : أجهزة الألواح والهواتف الذكية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق